1- غنى الأبوة
نحن في إطار جو عائلي، غني بالمال والثروة والجاه والخدم، وأب غني بالرحمة والحب والتفاهم والحوار والثقة، إنه كله أبوّة، فمن خلاله سنتعلّم معنى الأبوة والرعاية والكرم والرحمة والمغفرة والإستقبال الغير المشروط للآخر، لاسيما من أخطأ تجاه رحمته.
٢- المبالغة في الطمع
فأمام مجانيّة رحمة الأب ، تظهر لنا حقيقة الإبن الأصغر، أنه سيسخر فتوته ومال والده، في عيش “شهوة المبالغة” في كل شيء، بما فيها الإنغماس في الخطيئة والملذات حتى الثمالة…
٢- المبالغة في الفقر
“أعطني نصيبي” فأعطاه الوالد حصته، وسافر الإبن الأصغر، وهناك بالغ الى درجة أنه أسرف ماله في عيشة إسراف جامحة. فكانت النتيجة، مبالغة في العوز والفقر والحاجة وإبتعاد الناس عنه، فاضطر ان يعمل في رعاية الخنازير، فبالغه الجوع كوحش مفترس، فشتهة أن”يملأ جوفه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلا يعطيه أحد”!!.
٣- الثروة التي لم تبذر
صحيح أن الإبن الأصغر عاش في حالة صعبة، لا مال، لا طعام، لا عمل لائق، لا زمالة…فكان الفقر المادي سيد الموقف، إلا أن الولد برهن عن ثروة روحية لم يصيبها التبذير. ماهي؟ ي إنها ثروة حملها معه طوال الوقت، إنه التحسس بالندامة، أي صحوة الضمير، بداية التحرر من عقدة الذنب، سيجدها الابن الأصغر في ثقة أبيه الرحيم “أقوم وأمضي إلى أبي…”. فالأب يعرف اولاده، يعرف كيف ربّى وعلّم ورافق وثقّف…
فتم اللقاء المنتظر، فكان الغفران….
٤- ثروة الأهل
نعم، إن مقياس نجاح الأهل، يكمن في تربية كلها رحمة وثقة وتشجيع، إنها التربية على الضميربرفض سلوك منطق العنف والتعنيف والإنتقادات اللآذعة والقاسية والمدمّرة، وعدم الخوف من أخطاء الأبناء، مهما كان نوعها وحجمها، لأن الأبوة التي تمتلك سلطة الرحمة، هي الأقوى، لا لكي تمارس وتفرض قوة سطوتها وحقدها وقساوتها على الخاطىء، بل لكي تحرره من عقد خطيئته، فالرحمة تبغي إحياء الخاطىء لا موته.
٥- خطوات عملية
فليتذكر الأهل، أنهم سفراء رحمة الآب في بيوتهم كما في وسط أبنائهم، فمن خلال مثلهم الصالح، يتعلّم الأولاد معنى الرحمة، فلا يتعجبن بعد، إن اقترف احد اولادهم الأخطاء، فعليهم الإسراع الفوري، الى سكب زيت أبوتهم وأمومتهم على نفوس اولادهم، لكي يشفى هؤلاء من الجراح. كل خطأ يفقد صاحبه كرامته، ولا تعاد تلك الكرامة إلا بالغفران والثقة والدعم، إنها الأبوة والامومة، نعمة سماوية بامتياز.
يبقى عناق الأهل ، البلسم الشافي لكل عزلة تعترض مسيرة نمو الأولاد النفسي والمعنوي والعلائقي، فنلجعل من هذه السنة اليوبيلة، فسحة وواحة رحمة في مسكلية تربيتنا للأولاد، تتجلّى بركة ونعمة في ضياعنا ورعايانا، شعارها “رحماء كالآب”.
Zenit