“علينا أن نتعلّم أن نخرج من ذواتنا للالتقاء بالآخرين… علينا أن نقوم بالخطوات الأولى صوب إخوتنا وأخواتنا بالأخص أولئك البعيدين عنّا والمنسيين” هذه كلمات الأخت ماريا نازاريت، الراهبة الأرجنتينية التي عزمت على الذهاب إلى سوريا وتحديدًا إلى حلب متّخذة إيمانها الكبير كدرع لها.
لقد أخبرت الأخت ماريا نازاريت عون الكنيسة المتألمة بأنها ستذهب وسط الفوضى، إلى أكثر المدن خطرًا، إلى حلب: “أنا أثق بالله وبالقديسة مريم العذراء. نحن ننعم بحمايتها في الرهبنة كما أنّ صلوات الكثير من الناس سترافقني إذ كهنتنا والراهبات يصلّون على نية السلام في الشرق الأوسط”.
إنّ الأخت ماريا نازاريت تدرك حجم الأخطار المحدقة بها عند وصولها إلى سوريا بالأخص أنّ عليها إمضاء 12 ساعة لتصل من دمشق حتى حلب فضلاً إلى مراكز التفتيش المزروعة على الطرقات والجدير ذكره أنّ الراهبة الأرجنتينية هي من تطوّعت للذهاب إلى سوريا بإرادتها الشخصية وليس بطلب من أحد: “أنا من سألت رؤسائي ما إذا كان بإمكاني الذهاب إلى سوريا، لم يطلب مني أحد ذلك. هكذا تجري الأمور في رهبانيتنا. يتم البحث عن متطوّعين للقيام بالرسالات الصعبة. لا يقوم رؤساؤنا بإرسالنا إنما كلّ فرد يطلب الإذن ليقوم برسالة صعبة”.
وأضافت الأخت: “عندما سألت الأب الرئيس ما إذا كان بإمكاني الذهاب إلى سوريا، طلب مني أن أسأل أهلي فإذا رفضوا ذلك، عندئذٍ لا يمكنني الذهاب. من هنا اتصلت بأهلي وكان جوابهم: “أنتِ راهبة منذ عشرين عامًا. إنّ قرارك ليست سهلاً بالتأكيد بالنسبة إلينا ولكننا نعلم أنك سعيدة بقرارك وهذه مشيئة الله. لا يمكننا أن نرفض. نحن نصلي من أجلك ونحن معكِ”.
هذه ليست المرّة الأولى التي تسمع فيها الأخت ماريا نازاريت هذه الكلمات من أهلها فهي عاشت حوالى الأربع سنوات في قطاع غزة حيث كانت تخدم في رعية للروم الكاثوليك: “كان صعبًا عليّ أن أغادر ذلك المكان. لقد تعلّقت كثيرًا بشعب غزّة. استقبلوني منذ البداية كفرد من عائلتهم. الوضع لم يكن سهلاً هناك كما تعلمون. يواجه المسيحيون الكثير من الصعوبات في حياتهم اليومية. إنما كنتُ أتمثّل دائمًا بإيمانهم القويّ وسترافقني هذه الذكرى إلى سوريا”.