قام متطوعو رابطة قنوبين للرسالة والتراث والجمعية اللبنانية للبحوث الجوفية بكشف موقع قرنة الهوّة في أحد أكثر مواقع الوادي المقدس وعورة وقساوة. ووصلوا إلى عمق الهوّة المظلم البالغ 30 متراً بواسطة الحبال وتجهيزات السلامة المعتمدة، والتقطوا صوراً لداخل الهوّة التي تأكد أن أرضها هي بمثابة مجرى مياه ينحدر إلى نهر قاديشا.
فتحة الهوّة كانت مغلقة، إذ أغلقها أبناء الوادي خوفاً من سقوط قطعانهم، مورد عيشهم الماضي. وكانت محكمة الإغلاق بحجرين كبيرين عمل الفريق لأكثر من ساعة على رفعهما بصعوبة.
فتحة الهوّة دائرية قطرها متر واحد. تنفتح عمودياً إلى عمق 30 متراً. قطرها عند مدخلها متر ويتسع نزولاً ليصير 4 أمتار عند مسطحها الأرضي. جوانبها الداخلية ترابية تكاد تخلو من الحجارة، وكأنها “مليّسة” بوحل التربة المحلية الحمراء، تتخللها بقع كلسية صغيرة متعددة الألوان، وترسبات مائية متحجرة على شكل أصابع صخرية يغطيها اللونان الأبيض والترابي الداكن. ويراوح طول الواحد منها بين 50 و60 سنتيمتراً. أرض الهوّة عبارة عن مسطح ترابي يختلط بعض الرمل فيه، مع نفق دائري مغلق بالأتربة والوحول، يبدو مجرى مياه باتجاه نهر قاديشا. واستناداً إلى رواية المعمرين من أبناء الوادي فإن الهوة هي نقطة تجمع لمياه أحد أغزر الينابيع الموسمية الذي يتفجر حين ترتوي الارض جيداً في شتاء كل سنة أو خريفها.
وأشارت رابطة قنوبين والجمعية اللبنانية للبحوث الجوفية إلى أنه بالرغم من اختلاف طبيعة عملهما، فإنهما تتعاونان لكشف المغمور من معالم الوادي المقدس. وجددتا مناشدة وزارة الثقافة إجراء الدراسات العلمية المتخصصة حول المعالم التي تكشف تباعاً في الوادي، وتطبيق مخطط تسهيل الوصول إلى هذه المواقع الفريدة وحمايتها في آن معاً.
النهار