بشرى سارّة للكنيسة الكاثوليكية
بعد ظهر الخميس 17 كانون الأوّل الجاري، أعلنت صحافيّة جريدة “أفينيري” المطّلعة ستيفانيا فالاسكا، وبشكل غير رسمي، أنّ البابا فرنسيس فتح باب تقديس الطوباوية الأمّ تيريزا دي كالكوتا، بعد اعترافه بالشفاء العجائبي لرجل برازيلي نهاية سنة 2008. وفي التفاصيل التي أوردها جيرار أوكونل في مقاله المنشور على موقع americamagazine.org الإلكتروني، أتى الخبر بعد إصدار لجنة الكرادلة والأساقفة من مجمع دعاوى القدّيسين حكمها الإيجابي بتاريخ 15 كانون الأول، مؤكّدة بذلك على النتيجة بالإجماع التي توصّل إليها المجلس الطبّي التابع للمجمع في 10 أيلول الماضي، ومفادها أنّ شفاء الرجل البرازيلي لا يمكن شرحه علميّاً.
أمّا الإعلان الرسمي من الفاتيكان فيُتوقّع أن يصدر بعد الكونسيستوار العلني المقبل، والذي سيوافق خلاله الأب الأقدس على نشر المرسوم الذي يصادق على الأعجوبة. ومن المحتمل أن يحدّد المجمع تاريخاً لتقديس الأمّ تيريزا، بحيث يتوقّع معظم مَن في روما أن يصادف 4 أيلول المقبل. إلّا أنّه ليس من الواضح بعد إن كان التقديس سيتمّ في كالكوتا (كما يأمل أساقفة الهند) أو في روما.
من ناحية أخرى، وبحسب التقرير، فإنّ شفاء المهندس الذي كان في الخامسة والثلاثين حصل في أبرشية سانتوس البرازيلية، بعد أن كان الأطبّاء قد قالوا إنّه على شفير الموت إثر إصابته بثمانية خرّاجات دماغيّة متعدّدة أدّت إلى تراكم للسوائل وانسداد الأوعية، ودخوله في غيبوبة بتاريخ 9 كانون الأول 2008، وإدخاله غرفة العمليات لإجراء الجراحة. لكن نزولاً عند رغبة زوجته، بدأ كثرٌ بالصلاة وطلب شفاعة الأم تيريزا لشفائه، خاصة في اليوم المحدّد للعملية الجراحية بعد أن اجتمعوا في كنيسة المستشفى. إلّا أنّ الجرّاح اضطرّ إلى تأجيل العملية لفترة قصيرة لأسباب تقنية. وعندما عاد بعد 30 دقيقة للبدء بالعملية، وجد الرجل جالساً يسأل عن سبب وجوده في غرفة العمليات! فصُعق الطبيب وفحصه ولم يجد أيّ أثر لمشكلته الصحية الكبيرة.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ آغنيس غونكزا بوجاكسيو (الأمّ تيريزا) وُلدت في سكوبيه (عاصمة جمهورية مقدونيا) سنة 1910، وحازت على جائزة نوبل للسلام سنة 1979. انتقلت إلى أحضان الآب سنة 1997 وطوّبها القديس يوحنا بولس الثاني في 2003. أمّا البابا فرنسيس فقد عرفها جيّداً إذ جلس بقربها طوال فترة سينودس امتدّ على شهر، وسيكون من المناسب أن يقدّس الحبر الأعظم الشاهدة على رحمة الله وحبّه في سنة الرحمة.