ترأس رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، قداسا احتفاليا لمناسبة عيد الملاك رافائيل في بعبدا برازيليا، في حضور كهنة وشمامسة وحشد من ابناء الرعية ولاجئين عراقيين.
العظة
بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران قصارجي عظة بعنوان “افرحوا وابتهجوا”، جاء فيها: “الفرح الذي يبدأ الإنجيل بالإشارة إليه منذ صفحاته الأولى حين ينقل إلينا خبر ولادة يسوع، والذي شمل التلاميذ بعد القيامة الخلاصية، هو محور رسالة البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي “إفرحوا وابتهجوا” الصادر في آذار 2018، والذي يتفق مع عيد الملاك رافائيل رسول الفرح الإلهي إلى طوبيا وساره وإلى طوبيت الأب، في إطار حزين هو بيئة تهجير ومرض وفاقة وسوء طالع”.
واضاف: “يدعونا الكتاب الإلهي إلى الفرح بالرغم من كل الضيقات ويظهر يسوع في عرس قانا الجليل ليحول الحزن إلى مسرة في قلب تلك العائلة الناشئة.
يسوع هو مصدر الفرح في الأسرة وبين الزوجين وهو حامل بشائر السرور إلى كل قلب كئيب لأنه يستطيع أن يحول الكأس المرة إلى حلاوة. أجل، ففي قانا الجليل وفي بستان الزيتون وفي العشاء الأخير، الكأس واحدة لكنها في كل الظروف مذاق حلو وعذب ولئن أتى بعد أهوال العصر، لا يحلو النبيذ إن لم يعصر ويخرج أفضل ما في حبوبه البراقة من طعم لذيذ.
الفرح ليس إلا نتيجة مخاض ينقل المرء من حالة إلى أخرى، تماما كما تتألم المرأة قبل الولادة، إلا أنها لا تلبث أن تنسى شدتها أمام حياة جديدة، تبصر النور”.
وتابع: “هذه هي القداسة التي يدعونا البابا فرنسيس إلى البحث عنها وإن في وسط شدائد الحياة، لأن الفرح يكمن هناك وإن بدا لنا مقنعا. تماما كما ترتسم على وجه يسوع المصلوب بسمة لا يراها إلا من التصق به وتوارى في جراحه وحمل معه الصليب واتكأ على صدره وعاين الحجر مدحرجا عن لحد حياته، فيعبر إلى النور من بابه الحقيقي، الفرح في تقاسم آلآم الآخرين، الفرح في لجم اللسان عن كلام السوء والنميمة، الفرح في قبول الإختلاف لدى الناس ومشاهدة الرب في وجوههم الغريبة، الفرح في مرض نحتمله بصبر وفي شدة لا نتحدث عنها إلا في خلوة الصلاة الصامتة”.
واردف: “يتسلل الفرح إلى قلب الكنيسة الكلدانية في لبنان التي تستقبل اليوم ثلاثة آلآف وخمسمئة عائلة عراقية وسورية عندما ترى في وجوه أبنائها وعلى محيا كل فرد يسوع المصلوب والقائم، هي تصلي اليوم، في عيد شفيعها، على نية جميع الذين آزروها في استكمال مشاريعها الخيرية إن في مركز سان ميشال الطبي والإجتماعي أو في مركز سيدة الرحمة الإلهية والمدرسة التابعة له أم في مشروع مدافن الطائفة في عين سعادة ودارة المطرانية، ومن يضع يده معها على المحراث في سبيل إنجاز أهدافها المستقبلية”.
وختم: “معايدتي أرفعها إلى غبطة أبينا البطريرك الكردينال مار روفائيل ساكو الكلي الطوبى وأبعث برسالة تهنئة عطرة لحضرة ولدنا المونسنيور رافائيل طرابلسي النائب العام وخادم هذه الكاتدرائية وإبننا العزيز الشماس رافائيل كوبلي، سائلا المولى أن يجزل عليهم بركاته ويتغمد روح المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل بيداويد بالرضوان الجزيل.
بركتي الرسولية تشمل المجلس الأعلى لطائفتنا الكلدانية في لبنان والجمعية الخيرية ورابطة الشبيبة والجوقة ورعيتي مار الياس ومار يوسف مع خادمهما حضرة الأب يوسف خالد المحترم، وجميع الحركات الرسولية العاملة فيها. ألا أعاد الله عليكم جميعا هذا الموسم الفارح، بالسرور الحقيقي الذي يضيء يسوع فتيله في القلوب المؤمنة، ولترافقكم شفاعة الملاك رافائيل ولتؤآزر جماعة “أذكرني في ملكوتك” التي نحتفل اليوم بذكرى انطلاقتها في هذه الرعية منذ سنة، وعلينا جميعا بركات الآب والابن والروح القدس له المجد إلى الأبد آمين”.
وطنية