لسنا من المهتمين بالتفصيلات الدينية، لكننا وقفنا امس عند كتاب «قديسون في الأرض المقدسة» فالقديس عند المسيحيين هو المؤمن الذي يدافع عن ايمانه وينتهي قديساً، وعند المسلمين شهيداً. اما اليهود فعندهم أكثر من ثمانية آلاف نبي، وقد جعل المسلمون من داود وسليمان أنبياء في حين انهم عند اليهود «ميليخ» اي ملك. مثلما ان سليمان ليس يهودياً كاملاً لان امه «حثية».. غير يهودية.
في الصفحات الاولى يدلنا الاب د. حنا الكلداني في كتابه بقديس ارثوذكسي اسمه فيلومينوس قضى عام 1979 في نابلس (بئر يعقوب) على يد عدد من قطعان المستوطنين.
.. هذا موضوع مهم فرجل الدين هذا هو من قبرص جاء برغبته الى فلسطين ليخدم، فهو عاش في ظل حركة التحرر الوطني القبرصية بقيادة المطران مكاريوس صديق عبدالناصر واول رئيس لجمهورية قبرص المستقلة.
لم يكن الكاهن، بطبيعة الحال، ثائراً او اي شيء من هذا القبيل، لكننا اردنا ان نبحث عن سبب لشجاعته في اختيار فلسطين مكانا لنشاطه الديني.
قبل كتاب د. كلداني لم نكن نعرف شيئا عن القديس الذي اكتشفت ظاهرة بقاء جثته على ما هي بعد سنوات، ووضعه في صندوق زجاجي في مقبرة صهيون. وقد قتل بفأس، وقطع المجرمون اصابع يده اليمنى، وسملوا عينيه. ولم تفتح شرطة اسرائيل تحقيقا بالجريمة، كما ان الدولة الديمقراطية الوحيدة في هذه المنطقة لم تهتم بالموضوع فيما عدا المؤرخ وليام داريمبل الذي كتب عن «بحث جنائي دل على فاعل من تل ابيب اوقف مع بعض القتلة».
لقد اعلنت بطريركية القدس الارثوذكسية انه قديس بعد ثلاثين عاما من مصرعه وذلك عام 2009 وكذلك بطريرك موسكو وجميع روسيا، ومطران قبرص.
ولعلنا بعد هذا الموجز نسأل: ماذا لو كان الكاهن فيلومينوس رابي يهودي؟ ماذا كان رئيس الولايات المتحدة سيقول؟ ماذا ستقول أوروبا لكن الكاهن المغدور ليس من «الشعب المختار» فكيف اذا كان حارسا لارث مسيحي كبئر يعقوب ذكره الانجيل قبل الفي عام؟.
والقديس الذي جاء من قبرص ليسقط في نابلس هو شهيد فلسطيني.. لانه خدم فلسطين اربعين عاما ودافع عن بئر في موقع مقدس غير يهودي.
طارق مصاروة/ عن أبونا