لقاءات جديدة في معرض الكتاب الفرنكوفوني، سلطت الضوء على العديد من “القصص والحكايا”، لم تغلب عنها الأزمة السورية، ولا قضية العنف السائد في منطقة الشرق الأوسط، ولا العنصرية، ولا انبثاق الحرية في المنطقة… وللكتب الصادرة حديثاً لقاءات عنها، وتواقيع ملأت الأجنحة على امتداد المعرض.
وفي يومه الخامس كانت ندوة عن “الابعاد السورية المعاصرة” شارك فيها كل من هلا قضماني، حسان عباس، جمال شحيد وزياد ماجد، وادارتها الزميلة جيزيل خوري. تحدثوا عن سوريا اليوم، والمنفى، وقضية المواطنة، والعنف وسبل الخروج من دوامته، وتطرقوا الى طرق الوصول الى الحرية المنشودة من الشعب السوري، بعد كل التقعيدات والعوامل التي تفاقمت في السنوات الماضية.
وكان لقاء آخر مع زياد ماجد واليزابيت لونغنيس عن “سوريا: أزمة، تحديات، أي مستقبل؟” أداره ميشال حجي جورجيو. وكانت لونغنيس أشرفت على كتاب صدر حديثاً عن “السياسيات الاقتصادية والاجتماعية لحزب البعث الحاكم في العقود الاخيرة”، وأضاءت على الجانبين الاجتماعي والاقتصادي، فتحدثت عن الأوضاع المعيشية والتنموية في سوريا عشية اندلاع الثورة في العام 2011، وعن التحديات المقبلة لجهة الإعمار وتأمين مقومات عدالة اجتماعية.
وتحدث زيادة ماجد، الذي صدرت الترجمة الفرنسية لكتابه “سوريا الثورة اليتيمة”، عن الوضع السياسي الاقليمي والدولي المحيط بالشأن السوري، وعن تطورع الصراع داخل سوريا وانماط العنف التي يتعرض لها السوريون، واستراتيجيات النظام السوري وحلفائه وعن المتغيرات الراهنة في مواقف بعض الاطراف، نتيجة صعود العامل الجهادي في المشهدين العراقي والسوري.
وكان لقاء مع هيام ملاط عن كتابه “لبنان: انبثاق الحرية والديموقراطية في الشرق الادنى” وهو كتاب كلوحة كبيرة ذات اجزاء ثلاثة، كما قدمه الدكتور انطوان قربان، الجزء الاول وصفي، يضع اطار البحر المتوسط الشرقي على قرون عدة، والجزء الثاني سردي يتحدث عن تاريخ لبنان العثماني منذ دخول العثمانيين الى خروجهم عند الحرب العالمية الاولى، وهو يختار، في هذه الحقبة، حوادث معينة، منها تحولات في المجتمع فرضت نفسها على السلطة السياسية التي اخذت قراراً باعطاء فضاء اوسع للحريات العامة. والقسم الثالث تحليلي يتحدث عما بعد العام 1920 والانتداب الفرنسي وكيف ادى هذا الماضي الى نشوء النموذج اللبناني الحالي، واعطى للبنان وجها خاصا وجعله نموذجا لبلاد الشرق الاوسط، فهو نموذج حريات وديموقراطية، على الرغم من الصعوبات التي مر بها.
وكان لقاء عن كتاب “ارنست رونان، العلم والدين والجمهورية” ويتضمن مداخلات جرت خلال ندوة عن العالم رونان في الكوليج دو فرانس في باريس. المحاضرة ألقاها منسق الكتاب هنري لورانس، وادارها الدكتور انطوان قربان، الذي توجه اليه بسؤالين عن علاقة ارنست رونان بالعنصرية وبالاسلام.
الى طاولات مستديرة عدة عن “الرياضة، تمييز وحساسية: تحديات التربية” شاركت فيها كل من زينة مينا ومهمان لاوان صيربيا، ليليين ثورام، وادارها فيليب ليوتار، واخرى عن “قصة القصص” مع ميراي سليمان وجورج ربيز ولولو العقل خوري وادارتها سابين ابي درغام، و”سياسة حوار وعنف في الشرق الاوسط” شارك فيها جان بول شانيولو، وثريا صيداني، وريشارد لابيفيير وادارتها لينا زكور. الى لقاء عن كتاب “الامير: السياسة في القرن الـ 21” ادارته جورجيا مخلوف.
المعرض في يومه الرابع
وكان المعرض الفرنكوفوني استضاف في يومه الرابع الثلثاء في قاعة أغورا، لقاء مع رياضي مثقف هو لاعب كرة القدم الفرنسي ليليين ثورام عن كتابيه “نجومي السوداء”، ويسرد فيه نشأة الانسان في وسط افريقيا، ووجوه في التاريخ من أصل افريقي، وصولاً الى باراك اوباما، و”ن أجل المساواة” هو دعوة لعدد من المثقفين لاعطاء شهاداتهم من أجل المساواة ونبذ العنصرية على أشكالها. اللقاء أداره الدكتور أنطوان قربان، وتحدث عن العنصرية ونهائية الفرد كمخرج لها، وتوجه الى الرياضي الكاتب بالسؤال عن المسامحة عبر الاجيال تجاه الرجل الأبيض ومسألة الرقيق والاستعباد، فأجاب ثورام أن العملية تبدأ بالمصالحة مع الذات، وهي الشرط الأساسي لكي يتحرر الإنسان من عبودية الجماعة أياً كانت، عرقية أو دينية أو غير ذلك. ودعا الى اكتشاف الذات المتنوعة عند كل فرد والمتغيرة والمتطورة، والمصالحة معها.
وكان لقاء مع صوفيا عمارة عنوانه “متسللة الى الجحيم السوري”، قدمها الزميل ميشال حجي جورجيو، وأظهرت من خلاله احترامها للشعب السوري المسالم الذي ثار العام 2011، وقالت إنها المرة الأولى التي التقت شعباً مسالماً بهذا الوعي. وروت كيف قاوم الشعب اللجوء الى العنف وكيف تم تثقيفه لذلك، لأنها الطريقة الوحيدة لمواجهة العنف، وفق رأيها. واعتبرت أن اليوم الوضع تغير وأفلتت الأمور ولم تعد تحت سيطرة من أرادوا الثورة السلمية، وحتى من أرادوا عسكرتها.
وكانت طاولات مستديرة، منها عن “العنف في وضع مأزوم” شارك فيها كارول أندريه ديسورن وسمير فرنجيه، أدارتها جورجيا مخلوف. وأخرى عن “الحرب الكبرى في لبنانك روايات تاريخية وأدبية”، شاركت فيها نايلة عون شكيبان وسمير خيرالله وأنطوان بستاني، وأدارها يوسف معوّض وعن “كتابة السيرة الذاتية” بمشاركة ندى عنيد، أدارتها جورجيا مخلوف، وعن “قانون الشركات، مساهمة في دراسة “إقصاء الشريك”، شاركت فيها تالا زين وسمير منصور، وأدارها جيرار بلان. وناقشت زينة توتنجي وفيفي أبو ديب وجبور الدويهي ويوسف معوّض عمل توفيق يوسف عواد “الرغيف” بإدارة فارس ساسين. ونظّم المعهد الفرنسي للشرق الأدنى” (IFPO)، طاولة مستديرة “تحليل الحرب الكبرى، مئة عام بعد 14 – 18″، شارك فيها هنري لورانس وأولريك فريتاغ وسليم تاماري وأوجين روغان وكارلا إده وأدارتها إيبيرهارد كينلي.
رلى معوض / النهار