أحيت مدينة النبطية عيد البشارة، باحتفال حاشد رعاه السفير البابوي في لبنان المونسيور المطران غابرييل كاتشا، ونظمه النادي الحسيني في مدينة النبطية، مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك، بلدية مدينة النبطية وجمعية “مريم ملكة السلام”، في قاعة مار انطونيوس في ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في المدينة.
حضره الاحتفال، النواب: عبد اللطيف الزين، ياسين جابر وميشال موسى، ممثل رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد علي قانصو، ممثل النائب هاني قبيسي محمد قانصو، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن عبدالله حوراني، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المقدم علي حطيط، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة النقيب طالب فرحات.
وعن الجانب الروحي حضر: امام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، راعي ابرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج، راعي ابرشية صيدا للموارنة المطران الياس نصار، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد، ممثل متروبوليت صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك الخوري فيليب حبيب، وفد من مشايخ الموحدين الدروز في البياضة.
كما حضر: الرئيس الاول لمحاكم النبطية القاضي برنارد شويري، رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في النبطية الأم لوسي عاقلة، رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل، رئيس جمعية العمل البلدي ل”حزب الله” في لبنان الدكتور مصطفى بدرالدين، ممثل حزب “البعث العربي الاشتراكي في النبطية فضل الله قانصو، رئيس لجنة الاهل في الثانوية احمد حايك، وشخصيات وفاعليات.
صادق
بعد قراءة من الانجيل للاب نقولا درويش، وآيات من القرآن تلاها كاظم شمس، عزفت الفرقة الهارمونية التابعة ل”كشافة المهدي” النشيد الوطني، ثم كلمة تقديم وترحيب من الدكتور عباس وهبي، وألقى بعدها صادق كلمة، اعتبر فيها ان “هذا الاحتفال يأتي ليضيء شمعة في طريق التعايش، الذي سلكته مدينة النبطية عبر تاريخها الحديث كله، ضاربة بذلك نموذجا ومثالا يحتذى به على الساحة اللبنانية، ساحة الوطن نفتخر ونعتز به”.
وقال: “ما أحوج العالم اليوم، الى ثقافة التعايش هذه، وتفعيلها لمواجهة الارهاب الذي انتشر، وبات يعيث فسادا، ليس في المنطقة وحسب، بل وفي كل مكان من الساحة العالمية، ولعل اخطر ما فيه انه يتستر بلبوس الدين، مما يضفي تسميما للفكر او نفورا من الدين او تشويها لقيم الدين ورسالته”.
أضاف “ما احوج الشعب اللبناني الى هذا التعايش وتفعيله للتخلص من معاناته، التي طالت وقست وجرعت ابناءه ألوان الغصص والمحن، وبددت طاقاته وقدراته وهجرت الكثير من شبابه، ما احوجه الى هذا التعايش وتفعيله لبناء دولته القوية العادلة ذات السيادة التي طالما تطلع الى اقامتها”.
كحيل
ثم ألقى كحيل كلمة، اعتبر فيها انه ” ليس غريبا على مدينة عاشت ومازالت وستبقى تعيش وتجسد القيم السامية بكل ابعادها، فهي مدينة الحسين ومدينة الشهداء ومدينة العلم والعلماء، ليس غريبا ان تحيي اليوم عيدا يوحد ولا يفرق، عيدا ملؤه المعاني النبيلة، ليرقى بنا الى ارفع درجات الانسانية، فنصبح بذلك اقرب الى الله. وهذا هدفنا في الحياة ومن الحياة”.
وختم “سنبقى نحمل شعلة القيم الانسانية في عقولنا وآدابنا وسلوكنا، فهذا ما علمنا اياه القران والاسلام والنبي محمد والائمة الاطهار”,
شويري
وقال شويري في كلمة ألقاها: “مرة اخرى تجمعنا الطاهرة في الارض المقدسة، في النبطية، عاصمة جبل عامل، وموطئ اقدام الانبياء والصالحين، من قانا الجليل الى ابي ذر الغفاري الى نبلها. هذه المدينة شرف ان تكون مدينة الامام الحسين، ومرة اخرى ندخل الزمن المريمي، زمن المبشرة بالمخلص، بكلمة الله الذي خاطبها: الا تحزني قد جعل ربك من تحتك سريا. مرة اخرى ندخل زمن المبشرة من الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه، واسمه المسيح عيسى بن مريم، وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين. مرة اخرى نستشعر مع سيدة البشارة لحظة الفرح التي نعشقها كلما ذكر اسم مريم”.
حبيب
واعتبر حبيب في كلمته ان “الشعب الحاضر ههنا، هو عائلة روحية واحدة. موحدة لله الواحد الاحد. وان الديانات السماوية تنبثق من مصدر واحد مكرمة ومصدقة لما اتى قبلها وما بعدها، وما فيها هو جامع بكل الشرائع السماوية والشرعية والوضعية، وبين قبب الكنائس ومآذن الجوامع، وبين اصوات النشائد وحناجر المشايخ نقول معا: الله اكبر الله اكبر الله اكبر”.
الخوري
وألقى الامين العام “للقاء الاسلامي- المسيحي حول سيدتنا مريم” ناجي الخوري كلمة قال فيها: “ان العيد الوطني الجامع الذي اطلقناه معا عام 2010 مسلمين ومسيحيين، وصار محطة اساسية في حياتنا الوطنية، في ال25 من اذار، قد نشر اشعته في المشرق، ولن نكتفي بهذا. فإن وجود الاكثريات كما الاقليات سواء، واحدنا يغني الاخر، ويشكل بعدا حقيقيا له، لا غنى عن تشبثنا ببعضنا، ولا غنى عن امنا مريم الحاضنة الجامعة، وهي التي كانت تأتي الى مرجعيون لتنتظر ابنها وما زالت على ارضنا تنتظرنا جميعا، وتضمنا معا، دون تفرقة. وهنا في ثانوية الراهبات الانطونيات تتجلى الوحدة الوطنية الحقيقية، حيث يستقبل هذا الصرح تلاميذه من جميع الطوائف، لا بل بغالبيتهم المسلمة، لا لشيء بل ليؤكد أن الناس هنا على ثقتهم باخوانهم المسيحيين، ولتؤكد الرهبنة على مشاعرها الصادقة وانفتاحها على مكونات الوطن كافتها”.
كاتشا
وأعرب راعي الاحتفال عن “سعادته وسروره لوجوده اليوم في هذه المدينة الرائعة، مدينة النبطية، وفي هذا الاحتفال الوطني المميز”، لافتا إلى أنه “تأثر جدا بما شاهده في النبطية اليوم”.
وقال: “شعرت أنني في بيتي، لذلك سأخبر قداسة البابا أن السلام الذي ينشده ويكتب عنه لمسته في النبطية”، داعيا الى “الإبتعاد عن كل ما يؤول الى الموت والحزن والتفرقة”، مشيرا “وهذا من الواضح أنه طريقة عيش لديكم مع مريم”.
وفي الختام، قدم كحيل درع المدينة لكاتشا، ثم قدمت جوقة مغدوشة وفرقة “كشافة المهدي” تراتيل واناشيد ومعزوفات من وحي المناسبة”.
وطنية