افتتحت جمعية “مار منصور دي بول”- لبنان، مؤتمرها السنوي بعنوان “كنت جائعا فأطعمتموني وعطشانا فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني” في دير سيدة البير- بقنايا- جل الديب، في حضور السفير البابوي غبريللي كاتشا، وبمشاركة ممثلين من عائلات مار منصور، ومن 47 فرعا للجمعية من المناطق كافة.
بعد نشيد مؤسس الجمعية فريديرك اوزانام، واقامة صلاة البدء، ألقت رئيس الجمعية ايللا بيطار كلمة ترحيبية، شددت فيها على “مبادىء الدعوة المنصورية وأهمية عيشها”، مشيرة إلى أن “التنشئة الشاملة تتلاقى مع موضوع المؤتمر”.
واعتبرت انه “من دون اللقاء الشخصي عن طريق الزيارة ورؤية الفقير في فقره وفي بؤسه ومعاناته ومشاطرته، كل ذلك لا يمكن ان نقول اننا التقينا بيسوع”، مشيرة إلى أن “خدمة الفقير تجسد الخبرة الروحية التي يهبنا الله اياها من خلال الفقير. ونحن لا ننعم على الفقير انما نرد له الجميل، إذ كشف لنا حاجتنا لله الذي هو معنى كل وجود وجوهر التاريخ”.
كاتشا
ثم ألقى كاتشا كلمة تناول فيها “أهمية الرسالة والمساعدة في الحياة المسيحية من خلال العمل بكلمة الله، وتطبيقها في علاقتنا مع بعضنا”، مشيرا الى اننا “من المساهمين مع الله في مساعدة الفقير ومواساته”.
ودعا الى “الخروج وزيارة الفقير في منزله، والالتقاء به ضمن عائلته”، معتبرا أن “المساعدة المادية لا تكفي وحدها، بل يجب الاصغاء الى الفقير ومواساته ومشاركته همومه واوجاعه”، مستندا بذلك الى قراءة بعض المقاطع من رسائل البابا فرنسيس في هذا الاطار.
حداد
بدوره، تحدق المرشد العام للجمعية الاب زياد حداد عن “400 سنة على الكاريزما المنصورية”، مشيرا الى ان “العائلة المنصورية تستذكر في العام المقبل الكاريزما المنصورية ليس للذة استذكار الامجاد الغابرة، ولا للتبجح بانجازات ماضية، وليس هربا من حاضر صعب المراس ولا من الحاجة الملحة لالتزامات جديدة، بل لتستمد قوة لمواصلة المسيرة المضنية على خطى المؤسس، ولتتعمق في هذه الكاريزما وتنقلها الى الاجيال المقبلة”.
وقال: “الفقراء موجودون بيننا كما كانوا وسيكونون دائما، والعولمة التي نشهدها لم تبرح تزيدهم عددا وباستمرار واشكال وأنواع مختلفة، والنداء الذي تلقاه القديس منصور دي بول والطوباوي فريديرك اوزانام سيبقى مدويا في آذاننا المصغية بانفتاح القلب. وسيكون وقفا علينا كأفراد او جماعات ان نوقظ خيالنا، وان نلهب عواطفنا واحاسيسنا واندفاعنا وحسنا بالمسؤولية الانسانية تجاه اخ يستغيث فيدفعنا روح التضامن الى الخلق والابتكار والاستماتة لايجاد دون ابطاء الحلول المناسبة لنداء اليوم: استئصال المجاعة عار الانسانية من العالم تماما كما فعل دي بول واوزانام عندما كسرا أغلال البيروقراطية، فارتجلا ونظما وحاربا حتى آخر رمق ذاك الداء المتجدد باستمرار، والعاصي عن أي دواء ألا وهو البؤس”.