“المحبة هي “الطريق الأفضل” إنها تدفعني الى محبة جسد المسيح أو الجماعة التي أعيش في وسطها” بهذه الكلمات تابع الأب رانييرو كانتالاميسا الكبوشي عظاته في زمن الصوم اليوم الجمعة 20 آذار بحضور البابا والكوريا الرومانية وهي المتمحورة حول: “الشرق والغرب أمام سر الثالوث” ضمن العنوان العريض “رأتان وتنفس واحد: الشرق والغرب متحدان في إعلان الإيمان نفسه”.
تأمل واعظ الدار الرسولية الأب رانييرو كانتالاميسا “بالإيمان في الروح القدس المشترك بين الغرب والشرق” من خلال البدء بطرح سؤال عن “قانون الإيمان” وتطوره عبر التاريخ. وقال: “اليوم في ظل الحوار القائم بين الأرثوذكس والكاثوليك لم تعد تشكّل هذه المشكلة عائقًا أمام الوحدة”. وأضاف: “بل يجب أن نذهب أبعد من ذلك، عندما يتمّ الحوار بروح من الإتحاد، فهو لا يقتصر على الحد من مشاكل الماضي بل هو يفتح آفاقًا جديدة”.
وتابع الأب كانتالاميسا مقتبسًا أقوال القديس أغسطينوس الذي علّق على كتابات القديس بولس في رسالته الأولى الى كورنتوس: “إن كنت تحبّ الكنيسة فمن المؤكّد أنّك لا تفتقر الى المواهب التي تفيد الآخرين؛ فإن كنت تنتمي الى قلب الكنيسة كلها فأنت تشارك ما تملك مع من يملكون مواهب روح الله. إن لم تكن حسودًا فكل ما أملك هو لك وأنا أيضًا أمنع نفسي من الحسد فكل ما تملكه أنت هو لي. إنّ الحسد يلد الانفصال وأما المحبة فتلد الإتحاد”.
وختم الأب الكبوشي: “لذلك، المحبة هي الطريق الأفضل” (1 كو 12: 31) فهي تدفعني الى أن أحبّ جسد المسيح أكثر أو الجماعة التي أعيش في وسطها وإنّ وحدة المواهب، كل المواهب من دون استثناء “تنتمي إليّ”. إنّ المحبة تنمّي المواهب: إنها تجعل من موهبة شخص واحد موهبة للجميع. على أن نجعل المسيح هو المركز والمحور الأساس وألا نعيش من أجل أنفسنا إنما من أجل الرب”.
“من هذا المنطلق إذا استطاعت الكنيستان الشرقية والغربية أن تطبّق هذا المبدأ ستستطيع كل واحدة منهما أن تنظر الى ما تختلف الأخرى عنها إنما ليس بنظرة خطأ أو تهديد بل كغنى وفرح. فلنطبّق في حياتنا اليومية وفي قلب الكنيسة أو داخل جماعاتنا هذا المبدأ الذي يساعد على تخطي المشاعر الطبيعية كالكبت والتنافس والغيرة. إنّ الروح القدس يساعدنا على اتخاذ المسار، المسار الصائب حيث نقطف فيه ثمار الروح: المحبة والفرح والسلام”.
زينيت