قبل لحظات من غرق سفينة التيتانك بالكامل في العام 1912، عرف الكاهن توماس بايلس أن لا فرصة لكل الركاب بالنجاة ولا يمكن أن تستوعب كل زوارق النجاة هذا الكمّ الكبير منهم. وبعد أن عُرض عليه مرّتين لكي يأخذ مكانًا في أحد الزوارق لينجو بنفسه، قرر أن يبقى مع قطيعه ليشدده ويصلي معه.
وبحسب ما أخبرت أغنيس ماككوي التي نجت من الغرق يومذاك لنيويرك سان في العام 1912، بأنها بينما كانت تغرق سفينة التيتانيك رأت الأب بايلس مع كاهن آخر وأمامهما حشد يتألّف من حوالى 100 شخص يركعون أمامهما وقالت: “كان يوجد كاثوليك وبروتستانت ويهود يركعون هناك وكان الأب بايلس قد طلب منهم أن يستعدوا للقاء الله وكان يردد صلاة المسبحة. وبقي الجميع هناك يصلون إلى أن غمرتهم المياه”. لقد قرر أن يبقى مع 1500 شخص علموا أنهم سيموتون بعد دقائق معدودة يوم 15 نيسان 1912 مفضلاً أن يعظهم ويصغي الى اعترافاتهم في لحظاتهم الأخيرة.
في الواقع، إنّ البابا بيوس العاشر أشاد بأعمال هذا الكاهن وعلّق الأب غراهام سميث خادم رعية الأب بايلس السابقة قائلاً: “إنه رجل مميّز بذل حياته من أجل الآخرين. نحن بحاجة الى رفعه الى مذابح الكنيسة أي أن يعلنه الفاتيكان شهيدًا في الكنيسة. نحن نأمل ونصلي أن يتم إعلانه واحدًا من بين القديسين” حاثًا الجميع على طلب شفاعته وإعلامه بحصول أي معجزة بشفاعته.
زينيت