نظم فرع جبيل في الصليب الأحمر اللبناني، ندوة في قاعة ريموند فرانسوا باسيل بعنوان “الصليب الاحمر اللبناني تطوير وبناء قدرات لمواجهة التحديات”، تحدث فيها الامين العام جورج كتانة، في حضور وزيرة شؤون المهجرين في حكومة تصريف الاعمال أليس شبطيني، النائب عباس هاشم، الوزيرين السابقين ناظم الخوري ومروان شربل، الشيخ احمد اللقيس ممثلا امام جبيل الشيخ غسان اللقيس، الرئيس السابق لجمعية المصارف رئيس مجموعة بنك بيبلوس الدكتور فرانسوا باسيل، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة، رؤساء بلديات جبيل زياد الحواط والفيدار رودريغ باسيل وبجة رستم صعيبي، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران ومخاتير المدينة، منسق قضاء جبيل في القوات اللبنانية شربل ابي عقل، منسق “التيار الوطني الحر” طوني ابي يونس، بطرس الخوري ممثلا رئيس اقليم جبيل الكتائبي جورج الحداد، نائب مدير الاسعاف والطوارىء في الصليب الاحمر اللبناني الكسي نعمة، يوسف باسيل ممثلا رئيس مجلس الادارة المدير العام لامتياز كهرباء جبيل المهندس ايلي باسيل، رئيس رابطة آل صليبا فادي صليبا، رئيسي نادي الفيدار وعمشيت الرياضي ناجي باسيل وظافر سليمان، نائبة رئيس جمعية “آنج” الاجتماعية نورما جبران، المدير الاقليمي لبنك بيبلوس في قضاء جبيل جورج الخوري، رئيسة المركز رندا كلاب والاعضاء وعدد من المدعوين.
كلاب
بداية النشيد الوطني، ثم نشيد الصليب الاحمر اللبناني ودقيقة صمت لراحة نفوس شهداء المؤسسة، وألقت كلاب كلمة رحبت فيها بالحاضرين وشكرت لباسيل “كل ما قدمه للصليب الاحمر اللبناني في جبيل”، معلنة تسمية القاعة باسم عقيلته “قاعة ريموند فرنسوا باسيل”.
بعد ذلك عرض فيلم عن مراحل بناء الصالة.
كتانة
وأشار كتانة في محاضرته الى ان “الصليب الاحمر اللبناني رغم الايام الصعبة قطع شوطا كبيرا في مسيرته نحو التطور، بحسب استراتيجية مبنية على ضرورة الحفاظ على ريادة الجمعية تجاه متغيرات الزمن، وهو أيضا على جهوزية تامة لمواجهة أي احتمالات بالتوازي مع الاستمرار بأداء واجباته اليومية تجاه المواطنين النازخين”.
وقدم عرضا عن مركز جبيل منذ تأسيسه عام 1973 حتى اليوم، وما قدمه للمواطنين والمهجرين والمحتاجين من مساعدات، موجها الشكر “لكل من دعم المركز ليكون القدوة في نشر رؤية الصليب الاحمر اللبناني”.
وقال: “إذا كان الهدف الأول للصليب الاحمر اللبناني هو الاستجابة الى النداء بدرجة عالية من الانسانية والاحتراف، فهو يسعى أيضا الى التطور والاستدامة في ريادته. ذلك، لزاما على الجمعية معاصرة ومواكبة التقنيات والبرامج الجديدة. ولا يمكن لاي انسان او لاي مؤسسة العمل على تطورها اذا ما بدأت أولا باعادة النظر بمقوماتها وادائها. فبدأت الجمعية من هنا إجراء مسح شامل لذاتها بمساعدة خبراء من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر. فلأول مرة منذ عقدين ونيف تم انتخاب امين عام للجمعية في خطوة جريئة لاعادة بلورة الأدوار بين الحاكمية والادارة للتمكن من الانطلاق بورشة يمكن ان نسميها ورشة اعمار في الجمعية. فالجمعية يومها كانت في ركود، بينما الأزمات على ازدياد. فما كان علينا للتمكن من الاستمرار سوى مجابهة وضعنا، نحن الذين دخلنا، مرغمين، في خضم الصراعات في المنطقة، وما خلفته لنا من أزمات انسانية وصحية واقتصادية”.
ولفت الى ان “التحول الجذري لمفهوم الصليب الاحمر انتقل من المفهوم الخيري الى الانساني، فلا يعتمد على منح مساعدات فقط بل الى تأهيل المجتمعات المحلية لتمكينها من درء الاخطار ومجابهة الفقر وتداعيات الازمات والكوارث”، مشيرا الى ان “اول خطوة في نهج التغيير المدروس تمثلت بوضع استراتيجية جديدة للاعوام 2014-2018 تحاكي ما تشهده البلاد من مآزق، وتهدف الى تقوية بنية الجمعية لكي تصبح قادرة على ايجاد السبل للمحافظة على قواها لمدة طويلة، فاعتمدنا في عملنا محورين اثنين: الأول المتمثل بتأمين التطور اللازم في الجمعية لكي يحافظ الصليب الاحمر اللبناني على ريادته واستدامته. والثاني المتمثل بالعمل بخط متواز بين التطوير من جهة، واجراء الاصلاحات اللازمة من جهة اخرى لكي يحافظ الصليب الاحمر اللبناني على قدرته في تلبية الحاجات المجتمعية المتنامية من اسعاف وخدمة صحية اولية ودم الى ما هنالك. فأجرينا اولا إعادة تقييم لوضعنا، ولقدراتنا، كما وتقييم لما هو مطلوب منا، كجمعية رائدة مقبولة من كافة اطياف المجتمع، وتحظى بقدر كبير من القبول والاحترام والمحبة”.
أضاف: “أوكلنا عملية التقييم هذه الى خبراء دوليين اصدروا تقريرا وضع الاصبع على مكامن الضعف، فكان فيه توجه صريح وواضح للاسراع بالاصلاح التنظيمي، وبتطوير القدرات، مظهرا بوضوح العواقب الوخيمة على صحة الجمعية الوطنية اذا لم تبادر في الحال لاجراء الاصلاحات المطلوبة. فهي لا محال ستواجه التلاشي والتراجع. وبمساعدة اللجنة الدولية للصليب الاحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر، كما وبمساعدة شركائنا في الحركة الدولية، وبدعم من اللجنة التنفيذية، شكلت لجنة اصلاحية مؤلفة من اعضاء في اللجنة التنفيذية ومن الامين العام للاشراف على البرنامج التنظيمي”.
وتابع: “كان أول شق استدعى الاهتمام الفوري هو الشق المالي اذ انه العصب الاساسي وحجر الزاوية في اي مؤسسة كما وانه ضامن للشفافية في التعامل. فبدأنا بإصلاح الادارة المالية. وكان ذلك بالامر الملح لكون البرامج وعقود التعاون بدأت تنهال علينا من شركائنا في الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر بغية مساندتنا في اعمال الاغاثة نظرا لتفاقم ازمة النزوح السوري. فكان التعاون مع الصليب الاحمر النروجي للبدء بتطوير الادارة المالية واستقطاب شركات مالية استشارية دولية لهذا الغرض، فكانت خطوة جريئة الى الامام، نقلة جبارة اعادت لنا وللشركاء الارتياح فيما خص ادارة المال وشفافية التعامل وذلك بشهادة كافة الجمعيات الوطنية الشريكة الراعية لبرامج مشتركة بينها وبيننا. والشق الثاني الذي استدعى العجلة هو “الموارد البشرية” الخزان الانساني والاداري والعمود الفقري في الجمعية وخاصة في المركز الرئيسي. فما كان من الصليب الاحمر الالماني، الا المساندة ودعمنا في استقطاب شركات دولية لدراسة واعادة هيكلة هذا القسم. والعمل جار على قدم وساق للتوصل الى اسرع النتائج. وبدأت سبحة التنظيم الاداري تكر، فكانت دائما الخطوة الاولى تتمثل باجراء تقييم دقيق وعلمي للوضع والاحتياجات وفي ضوء ما يطلب منا من خدمة وما يعقد علينا من آمال”.
وقال: “أتت المشاريع التي مكنتنا من السير نحو هذه الاهداف وحققنا فيها نتائج ملموسة. وفيها مشروع التطور وادارة المتطوعين بالشراكة من الصليب الاحمر الاسباني ومشروع اصلاح ادارة الموارد البشرية بالشراكة مع الصليب الاحمر الالماني ومشروع الوصول الامن safer success بقيادة فرق الاسعاف والطوارىء بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر والصليب الاحمر النروجي ونحن بصدد اصدار مدونة السلوك للمتطوعين ولاعضاء وموظفي الجمعية، ومشروع برنامج التخطيط والرصد والتقييم واعداد التقارير pmer بالشراكة مع الصليب الاحمر النروجي، ومن اهم المشاريع، مشروع fundraising اي مشروع التمويل من الجمعية بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر كما ومع الصليب الاحمر النروجي. وقد تحقق فيه تقدم ملموس اذ بدأنا هذه السنة بتحقيق بعض المكاسب من جراء توجهنا الى عقد شراكات مع القطاعين الاقتصادي والمصرفي”.
أضاف كتانة: “تكلمنا عن الادارة المالية وعن الموارد البشرية بامتياز، ولكننا نولي اهتماما كبيرا لمشروع ادارة المعلومات لربط الجمعية والفروع ببعضها البعض. ومكننة عمل غرفتي العمليات، المركزية والثانوية، في قسم الاسعاف والطوارىء. ونستعد للبدء ببرنامج وطني لادارة المخازن كما وللبدء بعملية تجديد الشبكة اللاسلكية. وعلى صعيد الخدمات اللوجستية، وبالشراكة مع الصليب الاحمر البريطاني، تطرقنا الى آلية لشراء جديدة بحسب المعايير المطلوبة والمعتمدة عالميا، وتم توزيع هذه الآلية على الشركاء للعمل بموجبها بغية تنظيم عمليات الشراء بشكل شفاف وبفعالية اكبر. اما المشروع ذات الاهمية الكبرى، والعزيز علينا فهو مشروع تنمية اللجان المحلية وربطها بالمركز الرئيسي وقد بدأنا العمل عليه هذه السنة بعد دراسات كثيفة بالشراكة مع الصليب الاحمر الدانماركي. هذا البرنامج وعند اتمامه، تدريجا، سيعيد اللجان الى مسارها الاداري القانوني ويصحح وينقي وضعها المالي من خلال ادائها لمهماتها في اطار القوانين المرعية الاجراء في الجمعية الوطنية”.
وتابع: “أعطيت شرحا وافيا عن الخطوط الاساسية في التنظيم الاداري التي غاصت ادارة الجمعية فيه بهدف ضمان جودة خدمتها واستدامتها. خلال خوضنا غمار هذا الاصلاح، لم نهمل واجباتنا تجاه متابعة الخدمة وتاديتها بالطرق الفضلى وعلى درجة عالية اعلى من التقنية اذ لم نكف للحظة عن السير بتعزيز الخدمة اليومية المعتادة تجاه المواطنين، كما لم نكف عن تعزيز الاقسام التي تلعب دورا عملانيا، وعن تعزيز الاقسام الادارية المساندة لها. فبنوك الدم نفضت غبارها، وبادارة جديدة، مدعومة من الصليب الاحمر السويسري، بدأت تجديد اسسها التقنية ومعداتها الضرورية. كما تم تحديث اسطول فرق الاسعاف والطوارىء ودعم هذا القسم بالتدريبات اللازمة للكوادر. ولم نغفل ايضا عن تحديث المستوصفات الثابتة، وقد فرضت علينا وقائع الازمة السورية الاعتماد على خدمة عيادات متنقلة، تجوب سبعة منها المناطق الحساسة، من الشمال الى الجنوب مرورا بالبقاع وجبل لبنان. وفي العرض ستظهر اهمية ونشاط هذه العيادات”.
وقال: “ان التحدي كبير لا بل اقول التحديات كبيرة، تطل من جبهات متفرقة. وهي كثيرة التشعب في متطلباتها. ونحن اليوم في شراكات فعلية لمواكبة اعمال الاغاثة التي تتطلب منا جهدا عملانيا واداريا عظيمين. لقد اصبح لنا اليوم وحدة ادارة للكوارث ووحدة مراقبة للجودة. وتم استقطاب العديد من الموظفين الكوادر لمواكبة العمليات الادارية والعملانية على حد سواء. وقم تم العمل على القاعدة القانونية وتعديل النظام الاساسي واتمام نظام العضوية”.
وأشار الى “التحديات المتربصة ومنها تمويل الخدمات في الجمعية الوطنية لكون التمويل يضمن استقلاليتنا ونحن في اول الطريق مع انشاء قسم لجمع التبرعات والتسويق، المحافظة على روحية الصليب الاحمر وضمان تطبيق المبادىء السبعة في كافة المجالات خاصة في ظل التوسع الكبير والسريع للجمعية الوطنية، التحدي الكامن في الاسراع بتمتين التنسيق والتواصل على الصعيد الداخلي مع الفروع كما وتبادل الخبرات والتواصل الخارجي، لا تقل شأنا عن ذلك كله متابعة استجابتنا الفعالة للازمة السورية التي قدمنا لها الكثير منذ اندلاعها كما نراه بالارقام. واذ كان هناك من تحديات عظام لتنفيذ مهمات الاغاثة، فيجب، مهما يكن، إلقاء الضوء على نقاط القوة التي تتمتع بها الجمعية الوطنية من حيث قبولها على الارض، واحترام كافة اطياف المجتمع لها مما يؤمن لها المسار الامن، وامكانية دخول مناطق حدودية بعيدة من التي لا تجرؤ على دخولها المنظمات الحكومية وغير الحكومية. وعلى سبيل المثال لا الحصر: منطقة “خط البترول” حيث لنا اليوم فيها برنامج مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.
وقال: “كنا نتمنى ان تكون نسبة المساعدات الى المجتمعات اللبنانية المضيفة اعلى من 20 %، ونحن نطالب بذلك باستمرار، فكان ذلك ليرفع بالمقابل نسبة قبولنا من المجتمعات الاكثر هشاشة. ناهيكم عن خدمات الاغاثة التي بلغت رقما هائلا بين توزيع المواد الغذائية والصحية والتدفئة وقسائم المحروقات وبرنامج البطاقة المصرفية وبرنامج الماء والاصحاح الخ. ومع كل هذا الكم الهائل من الاعباء بقي الصليب الاحمر اللبناني هو الرائد، وبقي في قلب الحدث من خلال تنفيذ العمليات النوعية ومنها عملية عرسال وتحرير العسكريين اللبنانيين المخطوفين بالتنسيق مع الامن العام اللبناني وعملية الزبداني”.
أضاف: “هذه النقلة النوعية للجمعية الوطنية، ترى اليوم في انتخابات الحاكمية لعهد جديد، بارقة امل للحفاظ على ما تم إنجازه لغاية اليوم وللسير قدما معه نحو آفاق بعيدة. ومع مجيء الرئيس الجديد للصليب الاحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي، وهو القديم في عهد التطوع والنضال في الجمعية، تدخل اليوم جمعيتنا اليومية في منعطف ترسيخ التغيير الذي بدأناه وفي سلوك العمل منحى متقدما في تقنيات الخدمة الطبية الانسانية”.
وختم كتانة: “لا ننسى ابدا، اننا اولا وآخرا، أبناء وخدام الانسانية المتألمة، وكل تغيير وتطوير ما هو الا لتعزيز ريادتنا في الاستجابة، لما فيه تخليص الارواح والحفاظ على الكرامة الانسانية”.
وفي الختام، قدم كتانة وكلاب هدايا تذكارية لكل من باسيل والمهندس طوني لحود كما قدمت كلاب هدية لكتانة باسم اعضاء المركز.
وطنية