اقامت رعية بترومين لقاء مع متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس حول” تربية الاولاد” في كنيسة السيدة في حضور كاهن البلدة الاب حنانيا القطريب، رئيس البلدية المهندس لويس قبرصي، المختار جمال غانم وشخصيات وحشد من ابناء البلدة والمنطقة.
استهل المطران كرياكوس اللقاء بالحديث عن معاني الصوم والغاية منه “بالتهيئة والتدريب لفهم آلام السيد المسيح وموته وقيامته، ما يساعد على فهم الحياة المسيحية”. واشار الى ان” فترة الصوم في الكنيسة تسمى بفترة التنقية، حيث تغسل فيها النفوس كما تغسل الاجساد من كل ما يشوبها من اوساخ وخطايا لتعود نقية وطاهرة. اذ ان العالم الارضي يعتريه الكثير من الشرور والضياع والمشاكل التي ليست كلها خارجية انما ايضا داخلية ونفسية”.
وشدد على ان “اصعب امراض العصر هي النفسية، لذلك يحرص الانسان المسيحي المؤمن قبل كل شيئ على تطهير نفسه من خلال الصلاة والصوم”. واكد ان “غايتنا في المسيحية ليس تعذيب الجسد بل تهذيبه وروحنته ليضحى الانسان نقيا وواعيا لهدف حياته.”
ثم تناول تربية الاولاد، لافتا الى ان” تربيتهم تبدأ من تربية انفسنا، لذلك يتحمل الاهل مسؤولية اولادهم لذلك يسلم الكاهن الطفل في المعمودية الى الاهل والعرابين. ولا يتم تسليمه الى اشخاص غرباء عنه مهما كانت خصالهم حميدة. والاهل هم من يحاسبوا امام الله والعرابين وليست المربية.”
واستعرض اهم ثلاثة ركائز تساهم في تربية الاولاد وهي اولا المنزل الذي يجب ان يدرب الاولاد فيه على “السير في الطريق المستقيم، والاقتداء بالاهل الصالحين، وتحمل المسؤولية، والمثابرة يوميا على الصلاة والتحلي بالفضائل. اذ ان الكنيسة تشدد على حياة العائلة لارتباطها بها، بحيث ان الاب يجسد الكنيسة الصغيرة المترابطة والموحدة. بحيث ان لا شيئ يؤذي الطفل اكثر من تفكك العائلة، وما يسببه ذلك من تداعيات على نفسيته، تقوده احيانا كثيرة الى الانتحار”.
اما الركيزة الثانية فهي وفق المطران كرياكوس الكنيسة التي تقصدها العائلات، “وفيها يتحول المؤمنون الى عائلة واحدة بالمسيح، الا ان ذلك لا يمكن ان يتم الا اذا فكر كل منا بالاخر ليس بالضرورة من الناحية المادية وحسب انما ايضا من الناحية المعنوية والانسانية.”
والركيزة الثالثة هي “المدرسة التي يمضي فيها الاولاد اكثر اوقاتهم. وان كان اغلبها بات تجاريا الا ان هناك مدارس ما زالت تؤدي رسالتها التربوية والدينية على خير ما يرام. اذ ان المهم ليس نيل الشهادات بل بناء الانسان بشخصيته ونفسيته وبكل النواحي التي تجعل منه انسانا متوازيا.”
وكانت مداخلة للدكتور نبيل قطريب شدد فيها على ان “تبعات المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على الاهل والعائلة. كما ان النشأة التربوية تركز الوعي الثقافي والاخلاق الحميدة. اضافة الى ان من يعيش بغربة عن الله يضل الطريق ويتيه في دروب الحياة المادية، ما ينتج التعصب الحاد والعنف والاقتتال.”
وجرى حوار واقيمت مائدة محبة. وكان سبق اللقاء رفع صلاة النوم الكبرى.
زينيت