وجه متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس رسالة الى اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة بالقول: “الميلاد يبعث فينا حياة جديدة، رجاء بمستقبل أفضل، فرحا عميما آتيا من السماء ويعم كل الأرض. هو نور إلهي ظهر لكي يضيء عتمة ظلماتنا. وكم هي كثيرة تلك الظلمات! ترى من الذي يبعد عنا في هذه الأيام القاتمة العنف والبغض والحرب؟! من ينير عقول الناس وقلوبهم سوى الله نفسه؟! هذه المرة تأتي الاستنارة عن طريق التواضع والبساطة، تواضع هذا الطفل المولود في مذود البهائم، وبساطة الأم مريم التي تحضنه”.
اضاف:”نعم إن خلاص الإنسان لا يأتي إلا عن طريق التواضع والتضحية. بزوغ الفجر والضياء ينجبس من ظلمة الليل”.
وتابع:”ان اليوم العالم مأخوذ بشهوات هذه الدنيا: شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة. أيستطيع الإنسان أن ينمو فقط عن طريق اللباس والمآكل والأموال؟ ألا يحتاج أيضا إلى فضائل الوداعة والمحبة والرحمة؟! كيف تبنى الحضارة والإنسان لا يفكر إلا بنفسه؟! كيف تكون الدولة راقية ومتقدمة وهي تبني مصالحها على حساب حياة الآخرين؟ عندنا هنا في الميلاد الطفل-عيسى المسيح- يأتينا بمنطق آخر، برؤية أخرى، يعلمنا التقدم والحضارة عن طريق الوداعة والتضحية، العطاء المجاني الذي يفرح الآخر ويفرحه هو أيضا”.
وقال” لقد تناهى الليل وكشف الله عن محبته الغزيرة ورحمته العظمى. الكل يفرح الآن، الكل يطلب السلام، الكل يرجو اياما هانئة. انظروا أنوار الأشجار الميلادية! انظروا إلى الزينة المنتشرة في كل البلاد. هي تغطي، ولو قليلا، أجواء العنف والبغضاء. بلادنا جميلة، إنساننا الشرقي كريم بكرم الرب الذي يؤمن به. نحن في تربيتنا نستعبد لله وحده ولا نستعبد للمصالح الدنيوية المادية المميتة. هذه الأخيرة هي حقا الأوثان الحديثة التي يعبدها الجاهلون. إلهنا إله المحبة والعطاء والسلام”.
وختم بالقول” هذا ما ننشده كلنا اليوم، راغبين في تعايش مشترك واحد في وطننا الحبيب لبنان وفي كل الشرق الأوسط”.