في اطار مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس الذي تحققه رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وبالتعاون مع جمعية ترميم جدرانيات الكنائس القديمة في لبنان، زارت بعثة روسية متخصصة دير سيدة قنوبين، واطّلعت على جدرانياته والاضرار التي لحقتها بفعل عوامل الطبيعة بمرور الزمن، في حضور المطران مارون العمّار، ورئيس الرابطة نوفل الشدراوي، رئيسة جمعية ترميم الجدرانيات راي معوّض، رئيسة دير قنوبين الاخت لينا الخوند، المدير التنفيذي لمشروع المسح الثقافي لتراث الوادي الزميل جورج عرب، وشملت الجولة كنيسة الدير حيث تمت معاينة الجدرانيات.
المطران العمار اعتبر الخطوة متقدمة لجهة العناية بتراث الوادي المقدس بوجهيه الروحي والثقافي، مشيراً الى انه فور انجاز الدراسات الفنية وتحديد كلفة ومهل التنفيذ ستكون هناك حملة لتوفير الامكانات المطلوبة لتحقيق الدراسة.
أما الشدراوي فأوضح انه بتوجيه البطريرك الراعي باشرت الرابطة اتصالات لإطلاق عملية ترميم وانقاذ جدرانيات دير سيدة قنوبين في مرحلة أولى، شملت السفارة البولونية. كما كانت اتصالات مع جمعية ترميم جدرانيات الكنائس القديمة في لبنان عبر رئيستها راي معوّض، فكانت جولة اليوم مع الخبيرين الروسيين المتخصصين.
جدرانيات قنوبين
أما الجدرانيات التي تمّ الكشف عليها في دير قنوبين فهي جدرانيات التوسل، والنبي دانيال في جب الاسود، ومار يوسف حاملاً الطفل يسوع، بالاضافة الى جدرانية الملاك التي تعود الى القرن الثاني عشر. أما الجدرانية الاهم فهي جدرانية تتويج العذراء البالغة الاهمية التي تمثل العذراء مريم جالسة فوق أرز لبنان، يكللها الثالوث الاقدس وعند أقدامها البطاركة الموارنة يحيطون بمذبح الحمل، وتحيط بالعذراء الغيوم، وفي زاويتي الجدرانية الشمس والقمر، وهو عنصر سرياني صرف. موضوع هذه الجدرانية غربي، ايطالي، بنكهة أيقونوغرافية مشرقية تظهر جلياً في وجه العذراء القريب من وجه سيدة أيليج، ويرجّح أن تكون أولى جدرانيات الوادي المقدس من حيث القدم، وان تكون من رسم الراهب بطرس القبرصي السنة 1702 عهد البطريرك اسطفان الدويهي.