استقبل البابا فرنسيس في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء جمعية Rondine “قلعة السلام” ووجه لهم كلمة عبّر في مستهلها عن سروره للقائهم بالتزامن مع احتفال الجمعية بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسها وخص بالذكر رئيس الجمعية السيد فرانكو فاكّاري والكاردينال غوالتييرو بالديسيري الذي دعم هذا المشروع منذ بدايته واشتم فيه عطر المكرم جورجيو لابيرا وحيا الشبان والشابات المقيمين لدى الجمعية والقادمين من مناطق تعاني من النزاعات المسلحة والعنف.
أضاف البابا أن الالتزام التربوي لأعضاء الجمعية يتمثل في توفير الضيافة لشبان يعيشون في مناطق تعاني من الألم والحقد، ويقترحون على هؤلاء تحدياً شجاعاً، ولفت إلى أن الجمعية تمكنت خلال السنوات العشرين الماضية من اعتماد نهج قادر على تغيير الصراعات، عن طريق إخراج الشبان والشبات من هذه الحلقة المطبوعة بالخداع، ثم إعادتهم لشعبهم كي يساهموا في النمو الروحي والخلقي والثقافي والمدني لبلادهم.
وقال البابا إن هذه الرسالة ترتكز إلى شخصيتين: القديس فرنسيس الأسيزي والقديس روموالدو، مضيفا أنه اختار اسم فرنسيس بعد انتخابه لأنه فكّر بالفقراء والسلام، ولفت إلى أن الفقر والحرب مرتبطان مع بعضهما البعض ضمن حلقة مفرغة تقتل الأشخاص، تغذي آلاما مبرحة وتبث حقدا لا يعرف وقفة. وأكد البابا أنه من خلال الالتزام في مساعدة الفقراء يتم الإسهام في بناء السلام، كعمل محبة وعدالة: عمل يغذّي الرجاء ويضع الثقة في الإنسان، لاسيما الشبان. تابع فرنسيس كلمته قائلا إنه استمع إلى النداء الذي أعدته الجمعية وتنوي طرحه على الأمم المتحدة في العاشر من كانون الأول ديسمبر الجاري لمناسبة الذكرى السنوية السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأضاف أنه من النادر أن نستمع إلى شابة فلسطينية وشاب إسرائيلي يطلبان معا من حكومات العالم أن تخطو خطوة كفيلة بإعادة فتح المستقبل، ونقل كلفة السلاح من ميزانية الدفاع إلى ميزانية التربية كي يُصنع قادة يعملون من أجل السلام.
ولم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى الموضوع الذي اختاره لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسلام في الأول من كانون الثاني يناير 2019 ألا وهو “السياسة الحسنة في خدمة السلام”، وقال إنه يؤكد في هذه الوثيقة أن المسؤولية السياسية تنتمي إلى كل مواطن، خصوصا من أسندت إليهم مهمة الحماية والحكم. إن هذه الرسالة تتمثل في الدفاع عن الحقوق، والتشجيع على الحوار بين مختلف مكونات المجتمع وبين الأجيال والثقافات، لأنه من خلال الحوار فقط تُبنى الثقة.
بعدها لفت فرنسيس إلى أنه عندما تُحترم الحقوق الأساسية للكائن البشري، ينمو بداخلة الشعور بواجب احترام حقوق الآخرين، كما أن الحقوق والواجبات تنمّي الإدراك بالانتماء إلى الجماعة نفسها والانتماء إلى الآخرين وإلى الله. هذا ثم أكد البابا أنه سيضم صوته إلى النداء الذي أطلقته الجمعية، ويطلب من قادة الدول والحكومات أن يفعلوا الشيء نفسه معربا عن أمنيته بأن يلقى النداء آذاناً صاغية داخل الأمم المتحدة في العاشر من الجاري. وأضاف أن العالم يحتاج إلى ذهنية جديدة مشيرا إلى أن القادة السياسيين الذين لا يتقنون فن الحوار ليسوا قادة يعملون من أجل السلام. وأكد أن الحوار مع الآخر يتطلب التواضع والتخلّي عن الغرور!
في ختام حديثه إلى أعضاء جمعية Rondine “قلعة السلام” عبر البابا فرنسيس عن أمله بأن تنشر هذه الجمعية رسالتها في العالم بدفع متجدد، وأن تساهم في هدم أعلى الجدران وفي بناء الجسور، وطلب من الله أن يبارك الجميع ودعا الكل للصلاة من أجله.
فاتيكان نيوز