“إن مشاكل اليوم تتطلّب رؤية قادرة على مراعاة كل جانب من جوانب الأزمة العالمية. وأحد العناصر المهمة في هذه الرؤية هو أن نفهم أن الأزمة يمكنها أن تصبح أيضًا فرصة ومناسبة مواتية لكي نتعرّف على أخطاء الماضي ونتعلم منها” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته للمشاركين في مؤتمر تنظّمه الأكاديمية الحبريّة للعلوم
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء المشاركين في مؤتمر تنظّمه الأكاديمية الحبريّة للعلوم تحت عنوان “الأزمات الغذائية والإنسانية: العلم والسياسات للوقاية والتخفيف” وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال إنَّ الموضوع الذي اخترتموه هو مناسب أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط للمناقشة الأكاديمية، وإنما أيضًا لأنه يوجّه نداءًا لسلطات بعيدة النظر وممارسات سياسية، من أجل التخفيف من معاناة الكثير من إخوتنا وأخواتنا الذين يفتقرون إلى نظام غذائي صحي والحصول على الغذاء الكافي.
تابع البابا فرنسيس يقول إنه تحدٍ مُلح، لأنه غالبًا ما تُعيق مواقف مطبوعة بالكوارث الطبيعية، وإنما الصراعات المسلحة أيضًا – وأفكر بشكل خاص في الحرب في أوكرانيا – والفساد السياسي أو الاقتصادي واستغلال الأرض وبيتنا المشترك، إنتاج الغذاء، وتقوِّض النظم الزراعية وتهدِّد بشكل خطير الإمدادات الغذائية لشعوب بأكملها. في الوقت عينه، تفاقمت هذه الأزمات المختلفة بسبب الآثار الطويلة الأمد لوباء فيروس الكورونا، بينما نشهد أيضًا على تراجع التضامن الأخوي، ويتحدد هذا التراجع من خلال الادعاءات الأنانية المتأصلة. في بعض النماذج الاقتصادية الحالية. من هذا المنظور، من الضروري أن ندرك أكثر فأكثر أن جميع الأمور مرتبطة ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض، وبالتالي فإن مشاكل اليوم تتطلّب رؤية قادرة على مراعاة كل جانب من جوانب الأزمة العالمية. وأحد العناصر المهمة في هذه الرؤية هو أن نفهم أن الأزمة يمكنها أن تصبح أيضًا فرصة ومناسبة مواتية لكي نتعرّف على أخطاء الماضي ونتعلم منها.
وبهذا المعنى، أضاف الاب الأقدس يقول آمل أن يساعدنا مؤتمركم جميعًا على الخروج بشكل أفضل من الأزمات التي نمر بها، ليس فقط من خلال التركيز على الحلول التقنية، وإنما وبشكل خاص من خلال التذكير بمدى أهمية تطوير موقف من التضامن العالمي يقوم على الأخوَّة والحب والتفاهم المتبادل. في هذا الصدد، تدعم الكنيسة وتشجع بكل قلبها جهودكم، وكذلك جهود جميع الذين يعملون ليس فقط لإطعام الآخرين أو للإجابة على الأزمات، وإنما أيضًا لتعزيز تنمية بشرية متكاملة والعدالة بين الشعوب والتضامن الدولي، فيتعزز هكذا الخير العام للمجتمع.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الأصدقاء الأعزاء، أعبر مرة أخرى عن امتناني لخدمتكم القيمة بالتعاون مع الأكاديمية الحبريّة للعلوم وأؤكد لكم صلاتي لكي يُثمر عملكم في المساعدة على مواجهة المشاكل العديدة الناشئة عن الأزمة الغذائيّة وعن الأزمات الإنسانية الأخرى. أستمطر عليكم جميعًا فيض بركات الله وأطلب منكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي.