“الإصلاح التربوي في لبنان 2016″، عنوان إنطلق به فريق من الباحثين في كلية التربية في الجامعة اللبنانية، لا يقف عند عتبة معناه الكلاسيكي، بل يتعداه ليشمل مبادرة ريادية في مجال إعداد الفرقاء التربويين وتدريبهم بين 2005 و2015.
يسير هذا البحث “عكس التيار” في العمل التربوي التقليدي، لأنه سيصبح أحد المراجع التربوية، موثقاً في كتاب يجمع هذه المبادرات ومعطياتها وتحليلها في سياق الإعداد ما قبل الخدمة وما بعدها في وزارة التربية، الى مؤسسات جامعية ومدرسية، وجمعيات غير حكومية، على قاعدة تفعيل مبدأ التعليم المستمر للأسرة التربوية.
حددت منسقة فريق البحث الدكتورة سوزان أبو رجيلي في حديث الى “النهار” أن الفريق البحثي في كلية التربية لمس حاجة أساسية لإعداد بحث عن هذه المبادرات التي شكلت “قيمة مضافة” على الصعيد الوطني العام أو الخاص. ورأت أن “هذه المساهمة تبرز أهمية البحث التربوي وتعزز أهمية التنسيق الوثيق بين المؤسسة وفريق البحث حول آليات اختيار المبادرات وجمع المعطيات وتحليلها في دراسة أثر هذه المبادرة”.
ورداً على سؤال عن اعتماد الفريق عنواناً يقارب الإصلاح التربوي في لبنان قالت: “لا نهدف إلى التقويم وهو المعنى المتداول للإصلاح التربوي. نحن نتوق إلى إبراز الـ”بروفيل” المتنوع في مجال الإعداد والتدريب وجمع هذه المبادرات في كتاب واحد يتضمن فصولاً نظرية لركائز البحث وأخرى ميدانية لدراسات المبادرات”.
وعرضت لمراحل عمل البحث الذي انطلق في شباط 2016 ويمتد على سنتين. ورأت أن “عمل الفريق البحثي المؤلف منها كمنسقة للمشروع والدكاترة سمر الزغبي، ندى أبو علي، علي خليفة، هيام إسحق، رينيه زينون، سكارلت صرّاف، غادة جوني، منى شعبان، ريما مالك، سهام حرب، الى الباحثتين المساعدتين رنا نعيمة وسيرين سيباهي، يرتكز على التواصل مع الفئة المستهدفة في البحث”. وبرأيها، إنه لأمر أساسي أن “تدرك المدارس أهمية وضع مبادراتها تحت مجهر “العلم” وتسليط الضوء عليها من خلال مقاربة علمية بحثية”.
ولفتت إلى أننا نصبو “إلى تعاون مثمر مع وزارة التربية الوطنية، لا سيما في ما تلحظه من وثائق وخطط وبرامج رسمية في مجال تدريب المعلمين في المدارس الرسمية”.
وعن المسار المعتمد مع إدارات المدارس الخاصة قالت: “لقد تواصلنا مع اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة. فإدارات مدارس عدة تتجاوب معنا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مدارس الراهبات الأنطونيات والمدارس الأرثوذكسية. ننتظر القرار النهائي من مؤسسات أخرى كمدارس جمعية المقاصد الإسلامية، مدارس المهدي وسواها”. وحددت آلية العمل بين الفريق والمؤسسة التربوية القائمة، على تعاون متبادل في حال توافر لدى المؤسسة باحث معتمد لديها أو بقيام الفريق البحثي بالعمل كله، أي دراسة أثر مبادرتها”. وعما إذا كانت بعض المؤسسات التربوية تبدي تحفظها عن المشاركة في البحث قالت: “طبعاً. هذا أمر وارد. من جهتنا، نحترم هذا القرار ونتفهم ميل بعضها الى عدم المشاركة ، وهذا ينبع من الفكر التنافسي بين المؤسسات التربوية”.
أما الكليات المعنية بالبحث في جامعات عدة فانضمت، وفقاً لها، إلى فريق العمل، ومن بينها القديس يوسف وسيدة اللويزة. وأشارت إلى أننا ننتظر انضمام كل من جامعة البلمند وجامعة الروح القدس – الكسليك إلى البحث بعدما لمسنا اهتماماً ملحوظاً بالبحث”.
وذكرت أن هذا المشروع “يشرع الأبواب للعمل التربوي الجماعي والتعاون الوثيق بين المؤسسات، مع الحفاظ على خصوصية كل منها”. وأكدت أنه يساهم أيضاً في تسليط الضوء على جودة الإعداد والتدريب المستمر وجهود هذه المؤسسات في النهوض التربوي. وأعلنت أنه سيتم تنظيم مؤتمر وطني واسع النطاق لنشر المعرفة العلمية المحصلة بعد نهاية البحث، على أن يسبقه على مراحل عدة تأسيس شبكة تعاون بين المؤسسات التي حملت في “جعبتها” هذه المبادرات والجامعة اللبنانية.
النهار