احتفلت كلية الطب في جامعة القديس يوسف في بيروت، بفعاليات “ربيع الكلية” للسنة الثالثة على التوالي، وتمحور هذا العام حول تعدد الاختصاصات في خدمة الطب وأهمية المحاكاة في إرسائها مفهوما جديدا في آليات التعليم وتدريب الطلاب، إذ تتيح إجراء التجارب بعيدا عن المرضى من خلال خلق حالات مشابهة للواقع.
وحملت هذه النسخة الثالثة عنوان “معا من أجل المريض: التعاون بين الاختصاصات”، في حرم العلوم الطبية – طريق الشام، وشارك فيها محاضرون من لبنان والخارج ولا سيما من فرنسا وهولندا وبلجيكا وسويسرا وكندا، بهدف مشاركة الحضور خبراتهم.
حضر الجلسة الافتتاحية إلى جانب رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي ممثلا بالبروفسور ميشال شوير، عميد كلية الطب البروفسور رولان طنب، وأطباء وطلاب في كلية الطب، وقابلات قانونيات، وكوادر في المجال الطبي، وعاملون في حقل الإسعاف، وحقوقيون، ورجال دين، وطلاب من مختلف الاخصاصات.
بداية رحب عميد كلية الطب البروفسور رولان طنب بالحضور، وخص بالذكر حفيد ابن أخ الأب لوسيان كاتين اليسوعي الذي شغل منصب رئيس جامعة الطب في وقته، وله الفضل في بناء كلية الطب ومستشفى اوتيل ديو دو فرانس، كما ساهم على المستوى الوطني في بناء مزار سيدة لبنان – حريصا، معتبرا حضور كاتين الحفيد “ليساعدنا في تكريم ذكراه وتوجيه تحية له من خلال معرض مخصص لحقبة ذهبية من تاريخ جامعتنا وتاريخ لبنان”.
وذكر طنب بالورش الثلاث التي باشرت بها كلية الطب، وهي: الحصول على الاعتماد من كليات طب مرموقة عالميا، وورشة المحاكاة التي خرجت من “الحاضنة” وانطلقت في هذا الربيع، والورشة الثالثة والأكبر وتردد صداها في الصحافة ووسائل الإعلام، وهي البناء الجديد للكلية”. وتوقف طنب على معاني هذا الربيع الثالث في كلية الطب مذكرا بالعامين السابقين، وشرح أهمية المحاكاة وأنواعها”.
ثم تحدث نائب رئيس جامعة القديس يوسف، مدير المركز الجامعي للأخلاقيات) وممثل رئيس الجامعة في الافتتاح البروفسور ميشال شوير اليسوعي فأشار إلى صوابية اختيار عنوان المؤتمر وهو “معا من أجل المريض: التعاون بين الاختصاصات”. إذ أصبحت ممارسة الطب جماعية وتتم من ضمن فريق حيث الاختصاصات تتحاور فيما بينها من أجل فهم أكبر للمريض. إذ لا يكفي عرض التقارير بل يجب توضيح خلاصاتها واستنباط طرق علاجية منها، تأخذ بالاعتبار واقع الإنسان المريض والقلق”.
أضاف “الموضوع الثاني المتعلق بالتعليم عبر المحاكاة، يبين الاهتمام بالتجدد التربوي الذي ينشط مجتمعنا الجامعي. الرهان كبير والاستثمار المالي الضروري أكبر! يشكل هذا المشروع تحديا علينا قبوله متضامنين على الصعيدين التربوي والمالي، إذ أننا نعرف جيدا أنه لا يكفي بناء أو تجهيز مبنى! الأهم هو التزام جميع الأساتذة بهذا التطبيق التربوي الجديد، وبهذه الطريقة الجديدة لتدريب الطالب على تقنيات سيطبقها غدا على مريض من لحم ودم، يتألم ويقلق”.
وتوزعت محاضرات المؤتمر على يومين كاملين.
وطنية