كثيراً ما يحمل الأبرياء في عالمنا صليب شرور آخرين، و كثيراً ما يحمّل البعض مسؤولية آلامهم للرب.
للوهلة الأولى يمكن أن يبدو للمرء أنه و بما أن الله قام بخلق جميع الأشياء فهذا يتضمن الشر أيضاً.
لكن هذا التفكير غير دقيق مطلقاً!!
فالشر غير موجود بحد ذاته إنما يسببه غياب، أو تغيّب، الخير. كالظلمة يسببها غياب النور و البرد غياب الحرارة.
عندما إبتدع الله الخليقة، كان كل شيء جيداً. وواحد من المخلوقات الجيدة تلك : البشر. وقد خلقهم الرب بإرادة حرة لإختيار الخير أو عدمه (الشر). فإن الله لم يرد أن يخلق “انسان آلي” “مبرمج” على تنفيذ “الشريعة” التي يمليها عليه كشرطي أعظم!! إنما أراد أن يكون للإنسان حرية الإختيار لأن بها كمال المحبة. فلا نستطيع أن نحب غصباً لأن المحبة الحقيقية هي تلك التي نقررها بإرادة حرة.
و عليه نستطيع الجزم أن الله لم يخلق الشر، ولكنه إذا سمح به، فإن ذلك لإنه يحترم الإنسان و يريد منه عبادة قائمة على غرام لا إرغام.
و بالرغم أننا كلنا أخطأنا و أعوزنا مجد الله، على ما يقول مار بولس، فإن ربنا لم تخفت محبته و أثبتها لنا : اذ ونحن مازلنا خاطئين مات المسيح عوضا عنا” (رومية 8:5). أحبنا حتي أنه مات بدلا عنا وتحمل عنا عقاب الخطيئة !!
إذاً الله لم يقف متفرّجاً على آلام الأبرياء، و عندما نسأله عن مدى إهتمامه بصليبنا فإنه يدلنا على صليبه قائلاً: “أهتم بهذا القدر”!!!
بقلم أنطوانيت نمور / زينيت