أحيت مختلف كنائس زغرت تذكار الموتى فأقيم قداس في مدافن زغرتا (السور)، ترأسه الخوري اسطفان فرنجية، خدمته جوقة الرعية في حضور حشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الخوري فرنجية عظة قال فيها: “في البداية، في تذكار الموتى ككل سنة، لا بد من أن نذكر موتانا جميعا، الموتى الذين من بينهم آباؤنا واخوتنا وأولادنا الذين شاءت العناية الإلهية أن يسبقونا الى الحياة الأبدية. نذكرهم جميعا ونصلي من أجلهم. ونحن في تذكار الموتى لا نتذكر فقط الموتى الذين رحلوا من بيننا، فهم أصبحوا أمام الله في الدينونة، ولكن نحن كأحياء يجب علينا أن نتذكر ماذا نعمل حتى لا نكون في مكان العذاب الذي ذهب اليه ذلك الغني الذي أخبرنا عنه يسوع والذي كان يلبس الأرجوان والكتان. وهنا الغنى ليس فقط الغنى المادي الذي يبعدنا عن الله، إنما الغنى، الاستغناء عن كلمة الله، عن القربان المقدس، فهناك أناس لا يعني لهم القربان شيئا، لا يهمهم الآخر وهذا غير صحيح، فخلاص الإنسان هو مربوط بالآخر”.
وتابع: “إن الله حاضر في حياتنا في كل لحظة ويعرف كل شيء، ونحن جميعا بحاجة الى رحمته، بالمقابل يجب أن نعلم بأننا كلنا نخطىء وبحاجة الى رحمة الله، فليس بأحد كامل وبدون خطيئة إلا يسوع المسيح. لذلك، نحن نحتاج الى رحمة الله أن تنزل علينا وعلى الآخر، خصوصا في هذه الأيام التي وصلنا اليها حيث ان النميمة والتكلم بالسوء عن الآخر هما سبب هلاكنا. لذلك نقول اليوم بأنه يجب علينا أن نعي الى أين نحن ذاهبون، فيجب ان تكون فينا رحمة تجاه القريب، الخاطئ، والضعيف. والرحمة هي الأساس في حياتنا المسيحية، فالمسيح عندما أتى علمنا ان لا ندين بعضنا البعض بل أن نخلص بعضنا البعض، أن نمد يدنا لبعضنا البعض”.
وأضاف فرنجية: “ان الذي يعيش بمشيئة الله لا يخاف من الموت بل يعتبره محطة انتقال من حالة الى حالة. ونحن بصراحة، نأخذ ايماننا بكل جدية لأن هذا الإيمان المسيحي ثمنه تجسد المسيح ودمه وموته وقيامته، فليس بمنطق أن نتعاطى مع ايمان المسيح بخفة، فالإيمان بدون أعمال ميت”.
وختم: “اليوم، صلاتنا لراحة أنفس موتانا، نتذكرهم لأننا أوفياء، لأنهم تعبوا من أجلنا، لأننا أحببناهم وأحبونا. نتمنى أن يكونوا جميعا في ملكوت الله ونصلي الى الرب لكي يغفر خطاياهم ونقول له يا رب، في بداية هذه السنة الطقسية الجديدة التي كرسها البابا للرحمة أن نفكر جميعا كيف نرحم بعضنا البعض لكي يرحمنا الله ونجدد ايماننا اليوم بقيامة يسوع ونقول: “المسيح قام … حقا قام”.
وطنية