“يسوع يسألنا أن نحافظ على قلوبٍ خالية من المال والغرور والسلطة” هذا ما أكّده البابا فرنسيس في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا وشدد على أنّ الغنى الحقيقي هو ما ينير القلب وبه نعبد الله ونحب القريب.
“لا تكنزوا لأنفسكم كنوزًا في الأرض” انطلق البابا فرنسيس اليوم في عظته من هذه الآية التي وردت في إنجيل اليوم بحسب الطقس اللاتيني (متى 6: 19-23) وحذّر من كنوز الأرض غير الآمنة حيث يفسد السوس والعثّ وأخبر البابا عن ثلاثة أنواع من الكنوز “الأرضية”:
الكنز الأول: الذهب، المال، الغنى… “إنما هل أنتم متأكّدون من أنه لن تتم سرقتها؟ ألن تنهار البورصة يومًا ما؟ قل لي هل يورو واحد سيجعلك سعيدًا؟ الثروات هي كنز خطير، كنز خطير… مع أنها شيء جيد بحد ذاته لأنها تفيد بالقيام بأشياء كثيرة مفيدة، من أجل العائلة مثلاً: هذا صحيح! ولكن إن قمت بتكديسها سوف تسرق روحك! وأشار بإنهم يضعون أمالهم في الثروات!”
الكنز الثاني هو الغرور وحذّر البابا من الصائمين الذين يلفتون النظر بصيامهم وكل من يقوم بالصدقات ويجذبون الأنظار إليهم. واستشهد بالقديس برناردوس قائلاً: “إنّ جمالك سينتهي بوجبة للديدان”.
الكنز الثالث هو السلطة وأشار إلى القراءة الأولى (سفر الملوك الثاني 11: 1 – 20) التي تتحدّث عن عتليا التي كانت مالكة على الأرض لمدة سبع سنوات تهلك النسل انتهى بها الأمر بالقتل. “إنّ السلطة تنتهي”.
وسأل البابا: “لمَ نراكم لأنفسنا هذا النوع من الكنوز عوض أن نكنز لأنفسنا كنوزًا في السماء؟ هذه هي رسالة يسوع: إن كان كنزك هو الثروات والغرور والسلطة والكبرياء، فأنت تقوم بتقييد قلبك هناك! على القلب أن يتحرر من هذا الغنى الأرضي. إنّ يسوع يريد منا أن نملك قلبًا حرًا. هذا ما يقوله يسوع. حرية القلب وأن يتعلّق قلبنا في الحب والصبر وخدمة الآخرين والعبادة لله وهذه الثروات هي حقيقية ولا يمكن سرقتها!”
وشدد البابا على أنّ هذه الكنوز الأرضية لا تعطينا الفرح والأكثر من ذلك لا تعطينا الحرية وأضاف بأنّ القلب المستعبد ليس قلبًا نيّرًا بل مظلمًا على عكس القلب الحرّ الذي ينير الآخرين ويظهر الطريق الذي يقودنا إلى الله. وصلى في الختام إلى الله لكي يمنحنا النعمة لكي نميّز الكنوز ونحرر قلوبنا من عبودية الكنوز الأرضية حتى نعرف الفرح الحقيقي وحرية أبناء الله.