لا، ليسوا أَعضاءً في كنيسة يسوع المسيح، ولا في كنيسة شربل ورفقا ونعمة الله كما يدّعون. بل هُم أعضاء في كنيستهم التي بنوها على ما لَم يُعَلّم يسوع، وما لَم يَقُم به شربل ورفقا ونعمة الله. فكنيسة الأقمار الثلاثة، ليست أبداً كنيستهم، لأنّها كنيسة المحبّة والرِّفق والصبر والتأنّي، بينما كنيستهم هي كنيسة السِّباب والشتائم والقَدح والذّمّ، وألف شيء آخر خالٍ من المحبة.
لَهُم كنيستهم ولي كنيستي. وكنيستي هي كنيسة القديسين، كنيسة الرحمة التي تَغفِرُ وتتأنّى وتَرفُق، ولا تأتي قباحَةً ولا تَظُنُّ بالسوء، ولا تَفرحُ بالظلم بل تفرحُ بالحقّ، ولا تَدينُ، بل تحتملُ كلّ شيء، وتصدّق كلّ شيء، وتَرجو كلّ شيء، وتصبِرُ على كلّ شيء(1كور13\4-7). كنيسة الروح الذي يُثمِرُ “المحبّة والفرح والسلام والصبر واللُطف وكَرَمُ الأَخلاق والوداعة والعفاف”(غل5\22). وهذه هي في الحقيقة، كنيسة يسوع المسيح، كنيستي التي أؤمن بِها وأُحبّها، على الرغم من بعض التجاعيد التي سبّبتها خطيئتي.
وكنيستهم هي كنيسة الشتائم والسِّباب والإفتراء والإنقضاض على البريء، وتزوير الحقّ، وتشويه السَّمعة، وتحطيم الصيت، وتلفيق الأخبار، والفضائح، والكلام الرخيص، والثرثرة وأخواتها. ومَن يفعلُ ذلِك ليس بوسعه أن يكون ابناً لله ولا عضواً في كنيسة شربل ورفقا ونعمة الله، لأنَّ أباه واحِدٌ هو إبليس. إبليسُ، قتّالُ الناس، الشتّام والحاقِدُ والمُشَهّرُ والسبَّابُ والمُفَرِّقُ والمُهَدِّمُ والمُحَطِّمُ والمُحَرّضُ والمُشَكّكُ والمُجَرِّمُ. نعم، كُلُّ مَن يَفعَلُ ذلِك هو ابنٌ لإبليس على ما قاله يسوع للفريسيين:” أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ”(يو8\44).
لَهم غيرةٌ على كنيستهم، ولي غيرَةٌ على كنيستي. وغيرتهم ليست غيرتي؛ فغيرتي هي غيرة القديسين الحاملة ثِمار المحبة. الشفوقة التي تَعذُر ولا تدين الآخرين بالجيّد والرديء؛ هذا خاطىء وهذا بارّ!. ولا تكشف عُريَ الآخرين لَو تَعرّوا، بل تستُر”جَمّاً من الخطايا”(1بط8\4). وغَيرتُهم جاهِلة وقاسية، هَدّامة وشتّامة، فاقعة وفاضحة، “وهي غَيرَةٌ على غير معرفة”(روم10\2)، وقد وقع بولس الرسول نفسه في فخّها، فكتب قائلاً:” “أمّا في الغيرة فأنا مُضطِهدُ الكنيسة”(في 3\6).
هُم يُريدون أن يكونوا أعضاءً في كنيسة شربل ورفقا ونعمة الله؟! فليتمَثّلوا إذاً بهؤلاء الثلاثة، بحياتهم وأقوالهم وأفعالهم. فهل سمعوا يوماً، بأنّ واحداً من هؤلاء الثلاثة امتهن صناعة امتهان الكرامات، وتحطيم السَّمعة وسلب الصيت والإسفاف في الكلام والسّباب؟!.
لا، ليسوا أَعضاءً في كنيسة يسوع المسيح، ولا في كنيسة شربل ورفقا ونعمة الله كم يدّعون!. ولكي يُصبِحوا كذلِك، عليهم أن يُعَفِّروا قلوبهم وألسنتهم برماد التوبة لتتنقّى وتَطيب وتُطَبيّب بملح الحقّ. وحدها التوبة تَصِلُ بالقلوب إلى النقاوة، فالشفقة، فتحسَبُ عندها، والقول للقديس إسحق السرياني، الناسَ كُلَّهُم صالحين، وليس بينهم أحدٌ غيرَ نقيّ!.
الخوري طوني الخوري
أليتيا