في ظل الاجتياح العنيف الذي ينفذه تنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال سوريا والعراق، سارعت مجموعة من الكهنة من الرهبنة الدومينيكانية لإنقاذ ما بقي في المنطقة من تراث مسيحي، بأن يأخذوا العديد من التحف والمخطوطات الثمينة إلى إربيل في كردستان العراق.
ولعقود ظل الأب نجيب ميخائيل الدومينيكاني، العراقي الجنسية، يعمل على جمع وصون المخطوطات الدينية الثمينة. والآن مع بروز تنظيم “الدولة الإسلامية” أصبح سعيه هذا أهم من ذي قبل. وتضم المجموعة مخطوطات متنوعة يتراوح عمرها بين القرنين الرابع والتاسع عشر.
وكان الأب نجيب قد درس في الولايات المتحدة، وأسس في عام 1990 مركزاً لرقمنة المخطوطات الشرقية القديمة لتعزيز جمعها وتسجيلها، والتي كان قد بدأ العمل بها منذ ثمانينيات القرن الماضي. وعلى مرّ السنين، استطاع جمع ما يقارب الـ750 من المخطوطات المسيحية من أجل الحفاظ عليها وجعلها متاحة للدراسة عن طريق نسخ رقمية، لتكون محفوظات الرهبنة الدومينيكانية شاهدة على الوجود المسيحي في العراق، والذي يمتد ما يقارب ألفي عام في مدن مثل الموصل وبغديدا، والتي تسيطر عليها اليوم تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ونقلت هذه المجموعة من التحف عدة مرات من مكانها، إذ كانت بلدة قراقوش تحتضن عدد كبير من المسيحيين، قبل أن تتعرض لاجتياح من قبل الجهاديين في آب الفائت، فكان لا بدّ من نقل هذه التحف والمخطوطات إلى إربيل.
من جانبه يقول الأب لوران لوموان، وهو يعمل مع الأب نجيب، لفرانس24: “إننا نحاول إنقاذ التحف التراثية الثقافية لأن كل شيء في شمال العراق يبدو سائراً نحو الخراب: الناس طبعاً وتراثنا الثقافي. وقد تدمرت معظم هذه التحف منذ عقود. ويعيش شمال العراق حالة من التوتر منذ آب لكن الوضع كان سيئاً طيلة عقود”.