غالبًا ما أشعر أن الله فقط كان بإمكانه أن يضحي طعامًا! وذلك لكي يلج في كل خلية من كياننا لكي يجعلنا واحدًا مع ذاته. عندما أفكر بعظمة سر الافخارستيا ينتابني الجزع. فكيف لي أنا الخليقة الخاطئة أن أتحد بالله، أن تضحي حياتي حياته؟ في تفكيري هذا أفكر بأني لا أريد أن أتقرب من الافخارستيا من باب الاحترام. في المقابل أفكر بدعوة الرب: “خذوا وكلوا منه جميعكم. هذا هو جسدي”، هذه الدعوة تجعلني أدرك أنه لا يجب أن أتوقف على عدم استحقاقي. يسرني جدًا أن أعرف ما رأيك في هذا التجاذب بين عدم الاستحقاق والرغبة بتناول جسد المسيح.
سيلفانا
الجواب عالطاير
في حديثنا عن الافخارستيا يجب أن نعيش توازنًا ضروريًا بين تعليمين متكاملين. وبما أنهما متكاملان، هذا يعني أنه إذا توقفنا على أحدهما دون الآخر فهناك خسارة وعدم اتزان في الفهم والعيش.
التعليم الأول يأتينا من يسوع. يأخذ يسوع الخبز، يتلو البركة، يكسره ويوزعه قائلاً: “خذوا كلوا منه جميعكم، هذا هو جسدي”. ثم يأخذ الكأس ويقول: “اشربوا منه جميعكم، هذا هو دمي، دم العهد الجديد المسفوك لأجل الكثيرين، لمغفرة الخطايا”.
التعليم الثاني يأتي من القديس بولس: من يأكل بلا استحقاق جسد الرب ويشرب من كأس الرب، فهو يذنب بحق جسد ودم الرب.
ماذا يقصد بولس بهذا الكلام؟ كل نص يجب أن يُقرأ في إطاره الخاص. إذا ما قرأنا 1 كورنثوس 11، ندرك أن بولس يوبخ أهل كورنثوس لأنهم حولوا عشاء الرب إلى وليمة كبرياء وتباهٍ.
عمليًا، إذا ما نظرنا إلى نص “تأسيس الافخارستيا”، نجد أن يسوع هو خبز الخطأة هو “دواء الحياة” كما يعلمنا القديس افرام السرياني.
عندما كان البابا شنودة يتناول القربان المقدس، كان يقول: “لا لأجل استحقاقي، بل لحاجتي”. وأنا أضيف: “ولأني متيّم بك يا رب!”.
يأكل الإنسان “دينونته” عندما يتلقى المناولة الافخارستية بلا إدراك، بقلب غير تائب، بقلب مليء بالكره، بقلب متحجر ومقتنع بالخطيئة. عندما يتناول دون أن يتقبل الرب.
أما إذا ما اعترف الإنسان بأنه خاطئ مغفور له، وإذا ما تقرب إلى الرب بضمير صادق فالرب يقبله ويغفر له خطاياه العرضية، يقبل ويرفع ضعفه. (الأمر مغاير إذا ما كان المرء في حالة خطيئة مميتة، فهذا الأمر يتطلب الغفران الأسراري).
يجب أن نتعلم كيف نتقرب من الرب بشغف وحب. هذا ما فعله المتصوفون. هذا ما كانت تفعله القديسة كاترينا السيانية. يشهد معاصروها أنها عندما كانت تتقرب من الافخارستيا، كانت تفعل ذلك بلهفة تشبه لهفة الرضيع لدى رؤيته ثدي أمه.
زينيت