“اروع الكلام قيل
“اذا قدّر لي أكون قديسة، فإنني سأكون قديسة “الخفاء” سأغيب باستمرار عن السماء، لأنير الطريق للذين يعيشون في الظلمة على الارض”
الام تريزا قديسة كالكوتا، مذكراتها الشخصية
القرار البطولي
ومن يفعل هذا الامر، سوى من قرر أن يحيا المسيح، ويقبل بخسران كل شيء من أجل الربح الأعظم يسوع المسيح وخلاص النفوس؟ انت تنير الذين يعيشون في الظلمة، اي انك ستقبل في النزول إلى جحيمهم، تذهب الى كهوفهم، إلى وادي ظلال الموت، الى ذاك الشعب السالك في الظلمة، حاملا معك النور الالهي. واي نور؟
النور الدهري
انها محبة الله المحيية التي تنير البرايا كلها، والتي افيضت في قلبك بنعمة الروح القدس. فعندما يكون النور الالهي فيك، تصير انت نور مشع يخترق كافة أنواع الظلمات، مع المسيح لا يمكن للظلمات ان تلفّك أو تطفئ نورك فإن كانت عينك نيرة بنور الرب كان كيانك نور مستمر. سواء في الليل أو النهار، أينما حللت فانت فجر من نور في ظلمات القلوب وظلمات الضمائر. “الرب نوري وخلاصي فمن من اخاف؟” ان حجبت عني الدعم كله، وبقيت اسيرا، قربانتي هي شمس حياتي…
ماذا تنتظر؟ هيا قم، أيها النائم فينير لك المسيح. اتبع الرب، “سيروا في النور ما دام لكم النور”. فإذا كانت سرعة النور الشمس هو الآلاف في الثانية، كم بالحري انت؟ نورك- كيانك، يتجاوز كافة المسافات، لأنك تحمل نور القائم من الموت، الذي اخترق ظلمة القبر والجحيم، وهو هو امس واليوم والى الابد، نوره الخلاصي يخترق التاريخ كله، وصولا إلى للأجيال الاتية والتي ستاتي، حتى منتهى الدهور.
بمعنى آخر، النور الذي تحمله ليس هو فقط لبني جيلك فقط، انه يمتدد الى الاتراب الآتية والتي ستأتي، انظر إلى نور النجمة، ستدرك ما أقوله. نورك شهادة حياتك ومدى محبتك للرب، نورك هو مدى انفتاح قلبك ليتسع لنور الرب المحرر، نورك لبس انت مصدره، بل الرب، وبقدر ما تلتصق به بالقدر يشع كيانك نور… والعكس صحيح
كم ينقصنا ايتها القديسة ان نختفي بالنور، في ظل ثقافة تتلهف على تمجيد الذات، وعلى تأليه “الانا” وعبادتها عبر طقوس الكبرياء والأنانية والحقد والكراهية والوصولية والمنفعية والمساوامات الرخيصة والمجاملات الخداعة، والتبحج بقوة المال والنفوذ…
فيا ايتها القديسة علّمينا كيف نختفي لكي يظهر فينا المسيح نور العالم. آمين
زينيت