مع اطلالة اول شتوة خفيفة في نهاية الاسبوع الماضي، برز السؤال التقليدي الذي يطرحه المواطن سنوياً في مثل هذا الوقت، هل ستتحوّل الطرقات الى مستنقعات وأنهر مع بدء موسم الامطار؟ وهل ستتكرّر المأساة المهزلة هذه المرة ايضا، ام هناك ما يدعو الى الاعتقاد ان الامور ستكون أفضل هذا الشتاء؟
في مثل هذه الأيام يُفترض أن تبدأ الوزارات المعنية والبلديات في تنظيف أقنية الطرقات والشوارع استعداداً لفصل الشتاء وأمطاره. وجرت العادة في كل عام، أن يؤدي هطول الأمطار في بداية موسم الشتاء الى فيضان المياه في الطرقات الساحلية، حيث يعلق المواطنون ويجتازون كابوس الغرق على الطرقات.
في الشتوة الاولى، تمتلىء المجاري بأوراق الشجر والنفايات، بعضها بسبب عدم تأهيله وتنظيفه، وبعضها الآخر بسبب عدم تنظيف الشوارع، فتجرف المياه الاوساخ الى المجاري وتغلقها، لتفيض الطرقات بالمياه ويقع المحظور.
زعيتر
عن دور وزارة الاشغال العامة والنقل في تنظيف المجاري وتجهيز الطرقات لفصل الشتاء، أوضح الوزير غازي زعيتر لـ«الجمهورية»، أن وزارة الأشغال تتولى تنظيف طريق بيروت الشمال، بيروت الجنوب، بيروت البقاع، نهر الغدير، وذلك من خلال تلزيم هذه المهمة، وفق دفتر شروط محدّد، الى الشركة المُلتزمة التي تُعنى بتنظيف الأقنية والطرقات».
وأشار زعيتر الى أنه « ليس هناك علاقة بين الوزارة والبلديات، فكل بلدية تتولى مسؤولية تنظيف بلدتها».
وضع العاصمة
من البديهي ان العاصمة بيروت تحظى باهتمام استثنائي، انطلاقا من الكثافة السكانية والمرورية في العاصمة، واحتمالات تعرّض الطرقات فيها الى الفيضانات.
رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني شرح لـ«الجمهورية» الخطة التي تتبعها البلدية مع اقتراب فصل الشتاء، وقال: «يتم ضخ الخطوط بالماء لتنظيف الحفر، وبعدها تضخ المياه بالأنابيب من حفرة إلى حفرة للتأكد من سيرعملية التنظيف بشكل صحيح، والتأكد من فتح الخطوط». وأشار الى أن «عملية التنظيف في بيروت بدأت منذ نحو 15 يوما، وتم إنجاز جزء كبيرعلى أمل أن تنتهي قبل بداية فصل الشتاء».
ومن جملة هذه المشاريع وعلى صعيد تطوير البنى التحتية لفت عيتاني إلى «إنجاز مشاريع طويلة الأمد، وذلك من خلال فصل خطوط مياه المجاري عن خطوط مياه الأمطار التي تصب في البحر في النهاية، بحيث أنجز مجلس الإنماء والإعمار الجزء الأول، وتعمل بلدية بيروت على إنجاز الجزء الثاني منها.»
وأكد عيتاني أن «بلدية بيروت تتحمّل مسؤولية تنظيف الطرقات وليس وزارة الأشغال وذلك ضمن نطاق بيروت الإدارية.»
كسروان
في كسروان، تعمل بلديات القضاء بدورها على تأهيل الطرقات استعدادا لفصل الشتاء. منذ نحو 12 يوما، بدأت عملية تنظيف الأقنية ومجاري المياه في ذوق مصبح، وقد شارفت على الإنتهاء. ويسير رئيس بلدية زوق مصبح عبدو الحاج الى أنه « اعتمِد مؤسسات متخصصة بتنظيف أقنية الري.
من جهة أخرى تم تكليف مهندس من وزارة الطاقة بالتنسيق مع وزارة الأشغال للإشراف على العبارات الكبيرة التي تقع على الطريق العام، حيث تملك الشركة المُلتزمة من قِبل الوزارة الإمكانات الضرورية لسحب الأوساخ التي لا تستطيع اليد العاملة سحبها وتنظيفها بالشكل اللازم. من هذا المنطلق سيتم إرسال كتاب لإنجاز الجزء المتبقي، وبهذه الطريقة سيتم إكمال المشروع مع بداية فصل الشتاء.
أما في موضوع النفايات قال الحاج أنه «ليست هناك مشكلة، إذ يتم وضع النفايات في أكياس كبيرة، وأن قطعة الأرض التي تم اعتمادها لوضع النفايات بعيدة ولا توجد فيها أقنية أو مجاري مياه.
أضاف : «الموقع الجغرافي للبلدة له تأثيره، كون زوق مصبح تقع في ساحل كسروان، وفي حال لم يتم تنظيف الأقنية ومجاري المياه في البلدات الأعلى، ولم يتم جمع النفايات المرمية على الطرقات، ستنحدر المياه والأوساخ لتصل إلى البلدات في الساحل ومنها الزوق، ورغم جهوزية البلديات، قد يحصل ما ليس في الحسبان، وترتفع نسبة الأمطار خصوصا عند بداية فصل الشتاء.»
تاليا قاعي
الجمهورية