القديس أنطونيوس البادواني هو من بين أكثر القديسين تكريمًا في الكنيسة الكاثوليكية. هناك عدد كبير من الصور التي تحاول أن تقدم لنا صورة لهذا الراهب المتواضع، الواعظ البليغ، الناسك المتقشف ورجل المحبة الذي لا يتعب. ولكن منذ أمس الخميس 12 حزيران 2014 يمكننا أن ننظر إلى إعادة بناء وجه القديس كما كان حقًا في حياته، وذلك بفضل تطور التكنولوجيا العلمية.
ساهم في عملية إعادة بناء وتصوير وجه القديس أنطونيوس العديد من المؤسسات الدينية والمدنية، أهمها بلدية بادوفا، بازيليك القديس الحبرية، وسواها. وباتت العملية ممكنة بفضل تطور العلوم التي تستطيع انطلاقًا من الجمجمة أن تعيد بناء الوجه وملامحه.
الأمر المثير أن إعادة بناء وجه القديس أُكلت إلى العالم الذي قام بالعمل، سيسرو مورايس، دون إعلامه بمن هو الشخص الذي يعيد بناء وجهه انطلاقًا من الجمجمة، لكي لا يتأثر بأهمية الشخصية أو بالصور التي قد تتوارد إلى الذهن عند التفكير بالقديس. تم إعلامه فقط بعمر الشخص (36 سنة) وبعرقه. وكانت نتيجة إعادة التركيب مدهشة. فقد أدرك العالم الباحث انطلاقًا من الجمجمة أن أصل صاحبها هو من شبه الجزيرة الإيبرية (اسبانيا-البرتغال الحالية) وعلى الأرجح برتغاليًا بالتحديد.
وعندما علم مورايس أن الشخص الذي أعاد تركيب وجهه هو القديس البرتغالي الشهير أصيب بصدمة فاعترف أنه خلال عمل إعادة بناء الوجه كان يسأل نفسه دومًا: “ما عساه يكون هذا الرجل”. وأضاف: “عندما عرفت أنه كان القديس أنطونيوس البادواني تأثرت كثيرًا وشعرت بمسؤولية كبيرة جدًا. فرغم أني لست رجلاً متدينًا، إلا أني أعرف بأن ملايين الأشخاص سيرون وجه القديس في تركيبي”.
وفي تعليق على التلفزيون الكاثوليكي الإيطالي، عبّر بعض المسؤولين عن رضاهم عن إعادة التركيب – التي تمت دون تأثير خارجي على العالم – لأن “ملامح القديس تظهر أخيرًا مطابقة لأصله المتوسطي، ولا تعكس مخيلة الفنانين الذين قدموا لنا عبر العصور تصويرًا لأنطونيوس يبدو أكثر مطابقًا لشخص من أوروبا الشمالية”.
د. روبير شعيب / زينيت