كيف نحول الأزمة إلى فرصة؟ بقلم عاصي ابي نادر

أما وقد دخلنا الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة التي تهدد بانفجار اجتماعي خطير فكيف نعبر هذه الصحراء محافظين على شعبنا المهدد بالفقر والهجرة واليأس؟

١- لقد تعودنا بأكثريتنا على الرخاء، وعلى مستوى معيشة أعلى من مداخيلنا معوضين ذلك بالديون المتراكمة. فاليوم نحن مجبرون على العودة إلى اعتماد المبدأ القديم: على قد بساطك مد رجليك

٢- لقد تعود الكثيرون بيننا على التفكير في مشاريعهم وخططهم الخاصة متجاهلين من هم أفقر منهم أو أضعف، وقد لمسنا أن السفينة تغرق بنا جميعا فلنعد إلى المبدأ الديني والانساني: فكر بغيرك

٣- لقد جرفنا المجتمع الاستهلاكي بعاداته ومتطلباته التي لا تشبع واليوم نحن مجبرون على العودة الى “ثقافة الأساسي” لا بل علينا أن نكون منتجين على الاقل لجزء من حاجاتنا

٤- لقد فشلنا في محاربة الفساد المستشري في مجتمعنا وجاء شعار الثورة “كلن يعني كلن” ليعمم تهمة الفساد على كل الطبقة السياسية متناسيا أن هذه الطبقة هي جزء من الشعب. أما وقد خرج الكثيرون من لامبالاتهم بالشأن العام ووعوا مسؤولياتهم بالمراقبة والمحاسبة فلنطبق مبدأ كلنا يعني كلنا تحت سقف القانون

٥- فيما يتزامن دخولنا في الأزمة مع مئوية لبنان الكبير يشعر الكثيرون بالمرارة للتعثر الذي يواجهه مشروع لبنان الكبير والذي يهدف إلى بناء انتماء وطني يعلو على الانتماءات العائلية والمناطقية والطائفية. ولكن الشعار الذي رفع في ساحة الشهداء : ” ثورة للوطن” يعبر أن الحراك الشعبي هو عابر للطوائف والمناطق. فلنجدد التزامنا بالوطن اللبناني ولنؤكد : لبنان ليس فندقا استمتعنا فيه أيام الرخاء، بل هو بيتنا الذي لن نتركه أيام الشدة.

عاصي أبي نادر

عضو في أوسيب لبنان