“لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع”!

الأربعاء الثالث عشر من زمن العنصرة

لاحَظَ يَسُوعُ كَيْفَ كَانَ المَدْعُووُّنَ يَخْتَارُونَ المَقَاعِدَ الأُولى، فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: “إِذَا دَعَاكَ أَحَدٌ إِلى وَلِيمَةِ عُرْس، فَلا تَجْلِسْ في المَقْعَدِ الأَوَّل، لَرُبَّما يَكُونُ قَدْ دَعَا مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ قَدْرًا، فَيَأْتي الَّذي دَعَاكَ وَدَعَاهُ وَيَقُولُ لَكَ: أَعْطِهِ مَكَانَكَ! فَحِينَئِذٍ تُضْطَرُّ خَجِلاً إِلى الجُلُوسِ في آخِرِ مَقْعَد! ولكِنْ إِذَا دُعِيتَ فٱذْهَبْ وٱجْلِسْ في آخِرِ مَقْعَد، حَتَّى إِذَا جَاءَ الَّذي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يا صَدِيقي، تَقَدَّمْ إِلى أَعْلَى! حِينَئِذٍ يَعْظُمُ شَأْنُكَ فِي عَيْنِ الجَالِسِينَ مَعَكَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع”.

قراءات النّهار: ١ يوحنا ٢: ١-٢٠ / لوقا ١٤: ٧-١١

التأمّل:

في اللغة العاميّة نتوجّه إلى المغرور أو المتكبّر بالقول: “على شو شايف حالك؟”!

تعني هذه العبارة، مجازياً، سؤالاً حول سبب غرور أو تكبّر من نتوجّه إليه!

ولكن، إن غصنا أكثر في معناها، سنجد بأنّها، في المنطق العاميّ الحرفيّ، تعني: “أين ترى ذاتك؟” وكأننا نقول له: “ما هي المرآة التي تستخدمها كي ترى ذاتك فتتكبّر؟!”.

كثيرون مرآتهم أموالهم أو أرزاقهم أو دورهم في المجتمع ولذا يتناسون أن يفحصوا ذواتهم من الدّاخل ليعوا ما يجب أن يدعوهم إلى التواضع، فمن منّا بلا خطيئة أو من منّا بلا نقط ضعف أو بلا جراحٍ من الماضي أو الحاضر؟!

إنجيل اليوم يدعونا إلى التواضع المشروط بالقدرة على التمييز الحقيقيّ لما نحن عليه ولما يجب أن نكون عليه!

الخوري نسيم قسطون

أليتيا