احتفلت مؤسسة “لابورا” بالعيد التاسع لانطلاق عملها في منطقة الجنوب وذلك في عشائها السنوي، في مطعم المختار – جنسنابا، حضر الحفل النائب ميشال موسى، ممثل النائب علي عسيران، مطران صور للموارنة شكرالله نبيل الحاج، ممثل راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد وممثل راعي ابرشية صيدا للموارنة المطران مارون العمار، ممثلو كل من حزب القوات اللبناية، الكتائب اللبنانية والتيار الوطني الحرّ، النائب السابق امل ابو زيد، وعدد من رؤساء بلديات ومخاتير قضاء جزين، حشد من الفعاليات الكنسية، السياسية، الإعلامية، الحزبية، الإجتماعية والثقافية، رؤساء ومدراء المؤسسات الكنسية والتربوية والإعلامية والثقافية والإجتماعية.
خضره
بعد النشيد الوطني، ألقى مقدّم الحفل مدير التوجيه والقطاع العام في لابورا جرجس سمعان كلمة رحب فيها بالمشاركين في العشاء واثنى على جهود لابورا في منطقة الجنوب.
ثم كان عرض لفيلم مصور بالأرقام عن أهم إنجازات لابورا والنشاطات المتنوعة التي تقوم بها، تلته كلمة بالمناسبة لرئيس مؤسسة لابورا الاب طوني خضره، قال في بدايتها:”إحدى عشرة سنة مرت على تأسيس لابورا في لبنان وتسع سنوات في الجنوب. كل هذا واكبه تطور للقضية التي حملتها لابورا والتي تحولت من غياب فاضح عن الدولة، إلى هاجس يومي للعودة والكفاءة والتوازن”.
وعرض الأب خضره عددا من المحطات في مسار عمل الجمعية، وأشار إلى أنّه “في أيار 2017 كان التحذير الألف والأخير من لابورا: لا تصدروا سلسلة الرتب والرواتب على أساس ارقام خاطئة مسيّسة هدفها إخفاء حقيقة التوظيف في القطاع العام. لقد انطلقوا من 169700 موظفا وكنا قد اعلنّا وبالأرقام عن ان الرقم الحقيقي يتخطى ثلاثماية وخمسين ألفاً. وها الأسماء كلها موثّقة اليوم في لابورا بالتفصيل”.
وذكّر أنّ “في أيلول 2017 وبعد اصدار قانون سلسلة الرتب والرواتب حذرنا ونبهنا من التطبيق الخاطىء للسلسلة بناء على معطيات كثيرة حسية وصلتنا. موظفون تزيد معاشاتهم 3 أضعاف وموظفون تزيد معاشاتهم خمسون الف ليرة. لقد طالبنا بالعدالة وأيضاً بالحفاظ على المال العام، وجمعنا بالأرقام المالية هذه التطبيقات الخاطئة للسلسلة والتي تخطت مليارات الليرات اللبنانية. والتي يمكن الاستفادة منها في الموازنة لتخفيض النفقات”.
وقال الأب خضره:”في عشاء 2018 أعلنّا فتح ملف الفساد وقلنا نريد ان نرى الفاسدين داخل القضبان. وبدأ العمل على ملفات الفساد، وفي تموز 2018 طرحنا العديد منها على الشعب اللبناني وتدحرج الحجر عن الاسرار ووصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم .نحن لسنا مع حرمان الفقير لقمة عيشه، لا نريد ان يصبح الفساد شعاراً شعبوياً يتاجر به السياسي أو مسارا إلزاميا لمؤتمر سيدر أو مشروع عهد يسعى للإصلاح. بل أن يبقى ضرورة أساسية للنهوض بالبلد وعلينا الإستمرار به حتى النهاية والمحاسبة ضرورية ومطلوبة على كافة المستويات”.
وذكّر أن ” في أيلول 2018 سربنا توظيف أكثر من خمسة آلاف لبناني خلافا للقانون 48 المادة 21 من سلسلة الرتب والرواتب، فقامت القيامة علينا، لكننا أعطينا حقنا بقوة البارحة مع صدور تقرير ديوان المحاسبة”.
واضاف”نعم نحن والموظفون الاوادم مستعدون للدفع من رواتبنا شرط استرجاع مال الدولة أولاً من السارقين الكبار ويدفع بعد ذلك الأوادم ما يتوجّب عليهم للدولة إذا بقيت بحاجة، بدل أن نظلم عشرات الآلاف ونسرق لهم رزقهم، ونترك السارق الأكبر يتنعم باموال الشعب”.
وأكّد أنّه “منذ 11 سنة عملت لابورا على اقناع المسيحيين بضرورة الانخراط في الدولة، واليوم تلاقينا السلطات بقرار وقف التوظيف لتيئيس الشباب وتثبيت التشبيح والتوظيف الطائفي والمحاصصة السياسية التي استمرّت خلال السنوات الماضية، بدل أن نطرد الفاسدين خارجاً وندخل دماً جديداً إلى الدولة ونعطي الأمل للعاطلين عن العمل والخريجين الجدد بأن دولتكم ستحتضنكم وتؤمّن لكم عملاً”.
واعتبر خضره أنّ “توقيف التوظيف هو قرار خطير جداً، والمطلوب أولاً إعادة هيكلة الدولة وتفعيل الإنتاجية والإستغناء عن الذين لا يعملون أو الذين لا يتمتعون بأهلية المراكز التي يشغلونها وتوظيف اللبناني المتعلّم وصاحب الإختصاص والخبرة والإستثمار في مشاريع جديدة تؤمن فرص عمل لشبابنا. لا نريد أن نصبح مملكة دون شعب”.
ورأى ضرورة في “تضامن المسيحيين بعضهم مع بعض ومع لابورا: رجال دين ومدنيون من كل الأحزاب والطوائف والفعاليات بهدف إعادة التوازن وتفعيل المشاركة والحفاظ على التنوّع”.
وشدّد على ان “عمل لابورا هو لخدمة الوطن وتحصين مناعته وتفعيل الشراكة وتأمين التوازن مع الجميع دون إستثناء ورفع الغبن الحاصل نتيجة الحرب والتراكمات. وهذا التعاون ضروري حتى لا نلغي بعضنا البعض وتقوية ثقة المسيحيين بالدولة كما بدأنا نشعر. وحدتنا قوتنا وبهذه الروحية نستطيع التعاون مع الشركاء من الند إلى الند وقبولهم بما هو ضروري للحفاظ على لبنان والرسالة وإلاّ ستغرق السفينة بالجميع، إذا انعدم التوازن وضاعت الحقوق”.
وجدّد “المطالبة بالكفاءة أولاً ثم التوازن والإلتزام بنظافة الكف، فأي كفوء في الوطن يمثل كل الطوائف وكل المذاهب. لذلك نطلب رفع أيادي المسؤولين السياسيين عن القضاء، وأن لا يتدخلوا مع أجهزة الرقابة ولنبدأ عملية الاصلاح في النصوص والنفوس”.
واعتبر الأب خضره أنّ “تقديمات الدولة وخدماتها يجب ان تتوزع بشكل عادل مع عدم حرمان من يدفع الضرائب وكافة الرسوم من حقه بالاستفادة من مردود هذه الضرائب، لذلك نعود ونقترح اللامركزية الادارية والسماح لكل من يساهم بالضرائب والرسوم أن يستفيد أقله نسبة ما يدفعه”.
وأسف لـ”انعدام فرص العمل بهذا الشكل غير المسبق بسبب اللاجئين والغرباء وسرقة الأشغال من درب اللبنانيين والمضاربة غير المتساوية امر غير مقبول على الاطلاق”، مطالباً بـ”عودة هؤلاء الى بلادهم في أسرع وقت ممكن، هذا عدا عن كلفة الطاقة والمياه والبنى التحتية والخبر المدعوم والتعليم الذي يستهلكونه”.
ولفت إلى إن “الإنهيار الإقتصادي الذي نشهده اليوم يرتبط إرتباطاً وثيقاً بتراكم الفساد ودفع لبنان فاتورة المبعدين عن بلادهم وعدم وضع خطط في كافة القطاعات، والأهم يبقى خلاف اللبنانيين، على ما لا يجب الإختلاف عليه، وهو مصلحة لبنان وشعبه وطوائفه”.
وقال:”نعدكم بعدم التنازل عن أي مطلب حق، ولن نستسلم لأن ما نقوم به يحصن المجتمع اللبناني ويحمي كافة الطوائف والمجتمعات ويصون لبنان. مسيرة لابورا طوال هذه السنوات، تحصنت بتعاون وتضامن الحريصين على لبنان والحفاظ عليه ، من مسوؤليين روحيين وحزبين ومتطوعين و… وهنا نشكر الجميع على دعمه الدائم وتقديره للعمل الذي تقوم به لابورا”.
كما أعلن الأب خضره انه “وبعد سنوات من العمل اكتشفنا ان الغبن الذي طال أكثرية المسيحيين منذ التسعينيات على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والإدارة العامة ، طال أيضاً كافة الضعفاء والمبعدين وأكثرية الأوادم من الطوائف الشريكة وهي تعاني اليوم كما عانينا، وبدأ صوت صراخ الجوع يعلو، فانتبهوا أيها الحكام من ثورة الجياع والمحرومين في جميع الطوائف، وكفوا عن اللعب والرهان على الغرائز الطائفية لتحموا مكاسبكم وسرقاتكم ، لأننا بدأنا نشعر أن الكيل قد طفح، وان لم تصلحو ما افسدتموه فان الثورة قادمة لا محال”.
وختم بالقول:”سنتابع العمل في لبعا على الرغم من قلة فرص العمل من خلال التدريب المهني والدورات التدريبية المكثفة والعمل على الانماء بكل اوجهه وبخاصة الانماء الزراعي، والتركيز على الاحصاءات والدراسات عن العاطلين عن العمل وحاجة المنطقة وعوامل تتطورها.وكل ذلك من خلال البلديات والمؤسسات الموجودة على الارض”.
المكرمون
وخلال العشاء تم تكريم عددًا من الموظفين الأكفياء الذين خدموا في الإدارات العامّة، وذلك تقديرًا للجهود التي بذلوها وهم عن السلك العسكري: العميد الركن المتقاعد شربل أبو زيد، العميد الركن المتقاعد جان باسيل، العميد الركن المتقاعد أنطوان ملحم، وعن السلك الاداري: جرجس يوسف أبو زيد ومارون خليل نوفل كرم، والقى العميد الركن المتقاعد شربل أبوزيد كلمة باسم المكرمين، شكر فيها “جمعية لابورا على لفتتها الكريمة وعلى رأسها الأب طوني خضره”، وقال إنّ:”الجندية رسالةُ عطاءٍ، وشرفُ تضحيةٍ، ووفاءُ قَسَمْ، تَصِلُ بمن يعتنقها حتى الشهادة، التي هي أسمى أنواع المحبة والعطاء، حيث أنه ما من حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه”.
واضاف:” اننا كضباط وعسكريين في الجيش اللبناني خدمة فعلية أو متقاعدين وإحتياطيين، كنا وما زلنا وسنبقى مستعدين للزّود عن أرض لبنان، في أي منطقة كان، من شماله الأبي الى جنوبه البطل، ومن عاصمته الأسطورية بيروت إلى جبله العابق بالمجد وبقاعه أرض الخير والشهامة”.
ثم قال:”نحن عندما نَشدُّ على يد جمعية لابورا، إنما نفعل ذلك لأنها مثلَنا قولها والعمل، ولمعرفتنا وإيماننا بأنها الوحيدة اليوم التي تسعى جاهدةً لإنارة الطريق أمام إنساننا وشبابنا فيما يختص بفرص العمل، والإنخراط في مؤسسات الدولة، لإعادة بناء لبنان على أسس العدل والمساواة بين كافة أبنائه”.
ختاماً تم قطع قالب الحلوى إحتفالاً بالمناسبة وتوزيع مجلة “اورا” على جميع مغادري الحفل.
مؤسسة لابورا
المكتب الإعلامي