احتفلت مؤسسة “لابورا” بالعيد السابع لانطلاق عملها في منطقة زحلة والبقاع وذلك في عشائها البقاعي السنوي، في كازينو نمير-البردوني-زحلة، بحضور حشد من الفعاليات الكنسية والسياسية والإعلامية والحزبية والإجتماعية والثقافية، ونواب حاليين وسابقين، رؤساء الأجهزة الأمنية والوحدات، رؤساء ومدراء المؤسسات الكنسية والتربوية والإعلامية والثقافية والإجتماعية، رؤساء المصالح والدوائر والمناطق التربوية، ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة.
خضره
بعد النشيد الوطني، ألقى الزميل جوني أبو عبيد كلمة رحب فيها بالمشاركين في العشاء.
ثم كان عرض لفيلم مصور بالأرقام عن أهم إنجازات لابورا والنشاطات المتنوعة التي تقوم بها، تلته كلمة بالمناسبة لرئيس مؤسسة لابورا الاب طوني خضره عرض فيها عددا من المحطات في مسار عمل الجمعية، وأشار إلى أنّه “في أيار 2017 كان التحذير الألف والأخير من لابورا: لا تصدروا سلسلة الرتب والرواتب على أساس ارقام خاطئة مسيّسة هدفها إخفاء حقيقة التوظيف في القطاع العام. لقد انطلقوا من 169700 موظفا وكنا قد اعلنّا وبالأرقام عن ان الرقم الحقيقي يتخطى ثلاثماية وخمسين ألفاً”.
وذكّر أنّ “في أيلول 2017 وبعد اصدار قانون سلسلة الرتب والرواتب حذرنا ونبهنا من التطبيق الخاطىء للسلسلة بناء على معطيات كثيرة حسية وصلتنا. موظفون تزيد معاشاتهم 3 أضعاف وموظفون تزيد معاشاتهم خمسون الف ليرة. لقد طالبنا بالعدالة وأيضاً بالحفاظ على المال العام، وجمعنا بالأرقام المالية هذه التطبيقات الخاطئة للسلسلة والتي تخطت مليارات الليرات اللبنانية. والتي يمكن الاستفادة منها في الموازنة لتخفيض النفقات”.
وقال الأب خضره:”في عشاء 2018 أعلنّا فتح ملف الفساد وقلنا نريد ان نرى الفاسدين داخل القضبان. وبدأ العمل على ملفات الفساد، وفي تموز 2018 طرحنا العديد منها على الشعب اللبناني وتدحرج الحجر عن الاسرار ووصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم .نحن لسنا مع حرمان الفقير لقمة عيشه، لا نريد ان يصبح الفساد شعاراً شعبوياً يتاجر به السياسي أو مسارا إلزاميا لمؤتمر سيدر أو مشروع عهد يسعى للإصلاح. بل أن يبقى ضرورة أساسية للنهوض بالبلد وعلينا الإستمرار به حتى النهاية والمحاسبة ضرورية ومطلوبة على كافة المستويات”.
وذكّر أن ” في أيلول 2018 سربنا توظيف أكثر من خمسة آلاف لبناني خلافا للقانون 48 المادة 21 من سلسلة الرتب والرواتب، فقامت القيامة علينا، لكننا أعطينا حقنا بقوة بعد صدور تقارير ديوان المحاسبة الأول والثاني”.
واضاف”نعم نحن والموظفون الاوادم مستعدون للدفع من رواتبنا شرط استرجاع مال الدولة أولاً من السارقين الكبار ويدفع بعد ذلك الأوادم ما يتوجّب عليهم للدولة إذا بقيت بحاجة، بدل أن نظلم عشرات الآلاف ونسرق لهم رزقهم، ونترك السارق الأكبر يتنعم باموال الشعب”.
وأكّد أنّه “منذ 11 سنة عملت لابورا على اقناع المسيحيين بضرورة الانخراط في الدولة، واليوم تلاقينا السلطات بقرار وقف التوظيف لتيئيس الشباب وتثبيت التشبيح والتوظيف الطائفي والمحاصصة السياسية التي استمرّت خلال السنوات الماضية، بدل أن نطرد الفاسدين خارجاً وندخل دماً جديداً إلى الدولة ونعطي الأمل للعاطلين عن العمل والخريجين الجدد بأن دولتكم ستحتضنكم وتؤمّن لكم عملاً”.
واعتبر خضره أنّ “توقيف التوظيف هو قرار خطير جداً، والمطلوب أولاً إعادة هيكلة الدولة وتفعيل الإنتاجية والإستغناء عن الذين لا يعملون أو الذين لا يتمتعون بأهلية المراكز التي يشغلونها وتوظيف اللبناني المتعلّم وصاحب الإختصاص والخبرة والإستثمار في مشاريع جديدة تؤمن فرص عمل لشبابنا. لا نريد أن نصبح مملكة دون شعب”.
وشدّد على ان “عمل لابورا هو لخدمة الوطن وتحصين مناعته وتفعيل الشراكة وتأمين التوازن مع الجميع دون إستثناء ورفع الغبن الحاصل نتيجة الحرب والتراكمات. وهذا التعاون ضروري حتى لا نلغي بعضنا البعض وتقوية ثقة المسيحيين بالدولة كما بدأنا نشعر. وحدتنا قوتنا وبهذه الروحية نستطيع التعاون مع الشركاء من الند إلى الند وقبولهم بما هو ضروري للحفاظ على لبنان والرسالة وإلاّ ستغرق السفينة بالجميع، إذا انعدم التوازن وضاعت الحقوق”.
وجدّد “المطالبة بالكفاءة أولاً ثم التوازن والإلتزام بنظافة الكف، فأي كفوء في الوطن يمثل كل الطوائف وكل المذاهب. لذلك نطلب رفع أيادي المسؤولين السياسيين عن القضاء، وأن لا يتدخلوا مع أجهزة الرقابة ولنبدأ عملية الاصلاح في النصوص والنفوس”.
واعتبر الأب خضره أنّ “تقديمات الدولة وخدماتها يجب ان تتوزع بشكل عادل مع عدم حرمان من يدفع الضرائب وكافة الرسوم من حقه بالاستفادة من مردود هذه الضرائب، لذلك نعود ونقترح اللامركزية الادارية والسماح لكل من يساهم بالضرائب والرسوم أن يستفيد أقله نسبة ما يدفعه”.
ولفت إلى إن “الإنهيار الإقتصادي الذي نشهده اليوم يرتبط إرتباطاً وثيقاً بتراكم الفساد ودفع لبنان فاتورة المبعدين عن بلادهم وعدم وضع خطط في كافة القطاعات، والأهم يبقى خلاف اللبنانيين، على ما لا يجب الإختلاف عليه، وهو مصلحة لبنان وشعبه وطوائفه”.
وقال:”نعدكم بعدم التنازل عن أي مطلب حق، ولن نستسلم لأن ما نقوم به يحصن المجتمع اللبناني ويحمي كافة الطوائف والمجتمعات ويصون لبنان. مسيرة لابورا طوال هذه السنوات، تحصنت بتعاون وتضامن الحريصين على لبنان والحفاظ عليه ، من مسوؤليين روحيين وحزبين ومتطوعين و… وهنا نشكر الجميع على دعمه الدائم وتقديره للعمل الذي تقوم به لابورا”.
كما أعلن الأب خضره انه “وبعد سنوات من العمل اكتشفنا ان الغبن الذي طال أكثرية المسيحيين منذ التسعينيات على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والإدارة العامة ، طال أيضاً كافة الضعفاء والمبعدين وأكثرية الأوادم من الطوائف الشريكة وهي تعاني اليوم كما عانينا، وبدأ صوت صراخ الجوع يعلو، فانتبهوا أيها الحكام من ثورة الجياع والمحرومين في جميع الطوائف، وكفوا عن اللعب والرهان على الغرائز الطائفية لتحموا مكاسبكم وسرقاتكم ، لأننا بدأنا نشعر أن الكيل قد طفح، وان لم تصلحو ما افسدتموه فان الثورة قادمة لا محال”.
وختم بالقول: “نحتاج إلى خطة إنماء شاملة في قرانا البقاعية لكي نبقى بقوة، والمحافظة على شعبنا في قراه وأرضه، ونحتاج تحديداً إلى خطة زراعية في البقاع تلتزم معنا وزارة الزراعة والمؤسسات المعنية المحلية والدولية”.
المكرمون
وخلال العشاء تم تكريم عددًا من ضباط الجيش اللبناني، وذلك تقديرًا للجهود التي بذلوها وهم: العميد الركن المتقاعد سعيد القزح، العميد الركن المتقاعد جبرائيل معلوف، العميد الركن المتقاعد الطيار عساف ابراهيم.
وألقى العميد الركن المتقاعد سعيد القزح كلمة باسم المكرمين قال في بدايتها:” ليس بغريب على من نذر نفسه لخدمة الله أن يضحي بذاته في سبيل الانسان والمجتمع والوطن. نعم إنه الأب طوني خضره الذي إستشعر منذ زمن بعيد غياب التوازن الوطني في مؤسسات الدولة اللبنانية، فأسس بالتعاون مع شخصيات لا تقل عنه إيماناً بالتضحية ، مؤسسة لابورا واخواتها واضعين امكاناتهم المادية والمعنوية والفكرية في سبيل قضية إعلاء شأن المجتمع اللبناني عامةً والمسيحي خاصةً”.
وقال:”الوحش المفترس الذي كشر عن أنيابه منذ خمسينيات القرن الماضي، واضعاً نصب عينيه إقتلاع الوجود المسيحي من لبنان والشرق وتهجيره إلى أصقاع الأرض ليخلق الوطن البديل لشعبٍ لاجئ، ما زال هذا متربصاً بنا حتى اليوم ، ولكن وعند صخرة الأبطال من أبائنا وأجدادنا تكسرت أحلام الطامعين وصمدنا في ارضنا”.
وأشار الى ان “الهجمة اليوم على أفراد المؤسسات الأمنية والعسكرية وتحميلهم وزر المديونية العامة، والعمل على تخفيض الرواتب والتعويضات والتقديمات الإجتماعية، سيدفع بالشباب المسيحي إلى عدم التطوع بهذه المؤسسات ، فحذار من الاستمرار بهذا، وعلى مسؤولينا السياسيين إدراك هذا الواقع”.
واضاف”حوالي ستة وثلاثون عاماً قضيناها أنا وزميلي في مؤسسة الجيش اللبناني، ورفاقنا أيضاً في الإدارة اللبنانية، في خدمة المجتمع والوطن ، واخترنا أن نتقاعد ليس هرباً من واجب وتضحية علينا تقديمهما، ونحن من اعتاد على ذلك ، انما لسلوك درب أخرى من العطاء والتضحية ، ونحن نعرب عن كامل ارادتنا واستعدادنا لمعاونتكم ومساعدتكم في كل ما تطلبوه منا في سبيل مجتمعنا وشبابنا ووطننا”.
وختم:”بإسمي وبإسم زملائي المكرميِن نتقدم منكم أنتم، أيها البناؤون بإخلاص، العاملون بصمت، رئيس وأعضاء مؤسسة لابورا بالشكر والعرفان للفتتكم الكريمة المميزة تجاهنا ، واحتضانكم لنا كما أنتم فاعلون مع شبابنا، وهذا ما يثبت انكم للشباب والشيب معاً، والمجتمع بكافة أطيافه”.
كما جرى تكريم شركة “اتالكو” وهي من بين الشركات التي بلّغت “لابورا” بالوظائف الشاغرة لديها، وعملت على توظيف اكبر عدد من الأشخاص في اقسامها.
ختاماً تم قطع قالب الحلوى إحتفالاً بالمناسبة، كما تخلل العشاء برنامجاً فنياً متنوعاً.
مؤسسة لابورا
المكتب الإعلامي