يشجعنا المسيح مرة بعد مرة على وضع ثقتنا بمعونة اللّه وحمايته لنا!
كان أشعيا يعرف أن الملك احاز قلق وكان الملك الشاب يتخذ عادةً قرارات خاطئة عندما يكون في حالة قلق. وكان الملك قلقا، منذ بداية عهده، بسبب آشور، أقوى بلد في العالم. مال احاز الى اعلان الولاء لآشور تلافياً لهجوم. نصحه أشعيا بعدم الشروع في هذه الخطوة لأنها تهدد إيمان الشعب وسيادته. فأكد للملك ان آشور ليست مهتمة أبداً في الهجوم على بلد صغير مثل مملكة يهوذا. فشجع أشعيا مرةً بعد مرة الملك على وضع ثقته بمعونة اللّه وحمايته.
إلا أن مشغلاً آخر تسبب بقلق الملك أكثر بعد. أرادت كل من اسرائيل وسوريا أن تضم يهوذا الى تحالف في وجه آشور وهددتا بالهجوم على مملكته في حال لم يوافق. فكانت مناورة فاشلة إلا ان الخطة المجنونة هذه أقلقت الملك احاز أكثر بعد لدرجة انه تأكد شخصياً من احتياطي المياه خشيةً من ان تمتد فترة الحصار.
حاول أشعيا أن يخفف من خوفه وذكره مرة جديدة ان اللّه يرعى كل شيء وقال له: “لقد مرت فترة عظمة هذَين البلدَين فلا تسمح لهما بالتأثير عليك واخضاعك.” إلا ان الآوان كان قد فات. فكان احاز قد قرر أن يصبح تابعاً لآشور فتأسف أشعيا على المسار الذي اختاره الملك لبلده.
علينا بفهم كلمات أشعيا. نعترف كوطن بقوى عالمية تهدد أمننا إلا أنه لا يجب علينا ان نتخلى عن قيمنا في محاولةٍ لحماية نفسنا. قد نميل الى الهجوم على شعوب ومدنيين في بلدان عدوة أو التحالف مع أنظمة قوية لا تحترم حقوق الانسان. علينا بمقاومة هذه التجارب. فنتذكر من نحن ومن دعانا الله لنكون ونستمر في الدفاع عن الحياة البشرية وحقوق الانسان والقانون والعدالة حتى عندما تجعلنا أكثر عرضة للهشاشة. نثق بأن اللّه سيستمر في السهر علينا.
وعلينا كأفراد أيضاً عدم السماح لأنفسنا بالخضوع للخوف. شجعنا يسوع، مرةً بعد مرة على عدم الخوف. يهددنا المرض والإصابة والبطالة والعنف والكوارث الطبيعية وعلينا بالاستجابة لها بأفضل طريقة ممكنة. لكن علينا عدم الانصياع للخوف. يدعونا يسوع الى الاستمرار في عيش الحياة التي يدعونا إليها واضعين كل الثقة في معونة اللّه وحمايته لنا.
أليتيا