الثلاثاء من الأسبوع الثالث بعد الدنح
أَجَابَ يَسُوع: «لا هذَا خَطِئَ، ولا وَالِدَاه، ولكِنْ لِتَظْهَرَ فِيهِ أَعْمَالُ الله.
عَلَيْنا، مَا دَامَ النَّهَار، أَنْ نَعْمَلَ أَعْمَالَ مَنْ أَرْسَلَنِي. فَحِينَ يَأْتِي اللَّيْل، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَل. مَا دُمْتُ في العَالَمِ فَأَنَا نُورُ العَالَم».
ولَمَّا قَالَ هذَا، تَفَلَ في التُّرَاب، وصَنَعَ بِٱلتُّفْلِ طِينًا، وَمَسَحَ بِٱلطِّينِ عَيْنَي الأَعْمَى، وقَالَ لَهُ: «إِذْهَبْ وَٱغْتَسِلْ في بِرْكَةِ شِيلُوح، أَي ٱلمُرْسَل». فَمَضَى الأَعْمَى وٱغْتَسَلَ وعَادَ مُبْصِرًا. فَقَالَ الجِيرانُ والَّذينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ مِنْ قَبْلُ يَسْتَعْطِي: «أَلَيْسَ هذَا مَنْ كَانَ يَجْلِسُ ويَسْتَعْطِي؟».
وكَانَ بَعْضُهُم يَقُول: «هذَا هُوَ». وآخَرُونَ يَقُولُون: «لا، بَلْ يُشْبِهُهُ». أَمَّا هُوَ فَكانَ يَقُول: «أَنَا هُوَ».
فَقَالُوا لَهُ: «وكَيْفَ ٱنْفَتَحَتْ عَيْنَاك؟».
أَجَاب: «أَلرَّجُلُ الَّذي يُدْعَى يَسُوعَ صَنَعَ طِينًا، ومَسَحَ بِهِ عَيْنَيَّ، وقَالَ لي: إِذْهَبْ إِلى شِيلُوحَ وَٱغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وٱغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ».
فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ هُوَ ذَاكَ الرَّجُل؟». قَال: «لا أَعْلَم».
التأمل: “لا هذَا خَطِئَ، ولا وَالِدَاه، ولكِنْ لِتَظْهَرَ فِيهِ أَعْمَالُ الله…”
لم يتغير الكثير منذ أيام المسيح الى اليوم، لا زال الناس يعتقدون أن العاهات والامراض سببها خطيئة ما ارتكبها هو نفسه ويعاقب عليها، أو ارتكبها والداه وينال هو نصيبه منها!!! (الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون).
أما يسوع فله رأيٌ آخر، أتى الى الأعمى وشفاه دون أن يسأله، محولاً ظلامه الى نور، مبيناً له مدى حنو الله ومحبته الأبوية، جازماً أنها ليست خطيئته ولا خطيئة والداه، إنما “لتظهر فيه أعمال الله”، وكأنه يقول لي اليوم:” إذا خسرت عينين ترى بهما التراب ولكن لك عينين ترى بهما السماء”.
ظهرت أعمال الله في الأعمى، حين تعرّف على المسيح وآمن به ووجد خلاص نفسه، بينما يفشل الكثير من المبصرين في ذلك. إذاً العمى الحقيقي هو العمى الروحي وليس الجسدي.
أتى يسوع ليكمل نقصنا: الأعمى يبصر، الابرص يطهر، المقعد يمشي، منحنية الظهر تستقيم، الممسوس يخلص، الميت يقوم، الزانية تستعيد كرامتها، زكا قصير القامة يرى يسوع ويحل الخلاص في بيته، متى العشار يلبي دعوته ويتبعه دون أي تأنيب أو ملامة.
مع يسوع تصبح العاهات سبب بركة لأصحابها، والنواقص التي فينا سبب حنوّه الزائد وبركاته اللامتناهية، والشر الذي يتغلغل في كياننا مصدر غفرانه الغير محدود، هو الذي “حوّل الصخر الى غدران والصوّان الى ينابيع مياه”…
يسوع كم أنت طيّب ومحب، إرحم ضعفنا واشفي بصيرتنا لنرى فيك خلاصنا. آمين.
أليتيا