استضاف المجلس العام الماروني ندوة عن كتاب الأباتي بولس نعمان “لبنان الموارنة إلى أين؟”، الصادر عن “دار الشرق”.
أدار الندوة الإعلامي أنطوان سعد الذي قال: “مقصد نعمان أبعد من الاستحقاق الرئاسي، ولبنان الكبير الذي أنشأه الموارنة ووضعوا الأسس الأولية لدوره في المنطقة العربية، ابتعد عن صورته الأصلية”.
وقال رئيس الرابطة المارونية نقيب المحامين السابق سمير أبي اللمع: “يحض الكتاب الموارنة، بعد صراعاتهم الدامية، إلى الصحو وتوحيد كلمتهم ليقتحموا بانفتاحهم محيطهم الواسع، وليبنوا في ضوء تاريخهم، مستقبل لبنانهم، عبر تطوير مجتمعهم بثوابت وطنية”.
أضاف: “كأنه يدعو في آخر الأوراق إلى انتفاضة إسلامية تنطلق من لبنان، انتفاضة العقلاء والمتنورين، للحد من بعض الحالات الشاذة التي أدت إلى هجرة المسيحيين من هذا الشرق”.
وقال رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن: “أن يجد نعمان نفسه مضطراً إلى أن يطرح هذا السؤال، فهذا يعني بالتأكيد أن حالنا كموارنة بلغت حداً مقلقاً، حملته على الخروج من صومعته ودق ناقوس الخطر، وربما تقريع الجميع من دون استثناء ومساءلتهم عما فعل كل منهم بوزنته، وحضهم على تحسين أدائهم وإخراج أفضل ما عندهم في سبيل القضية المارونية الأولى وهي لبنان الحر السيد المستقل”.
واعتبر رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده أنه إذا كان هناك ماروني في العالم فهو نعمان.
واستخلص من الكتاب روح الكاتب في إشاراته إلى “الصيغة الديموقراطية اللبنانية التي بادر الموارنة إليها، وهي التي صنعت مناعة لبنان، وحصنته ضد وباء الانقلابات العسكرية التي تفشت عربياً، وأقامت نظماً من الحكم ديكتاتورية أحادية أطبقت على شعوبها بالاستبداد والخوف”.
وسأل: “لماذا نجد في لبنان وحده من دون سائر الدول العربية رئيسًا سابقًا للجمهورية يوجد مع الرئيس الذي انتخب بعده، فيما الرؤساء يتأبدون في المواقع الرئاسية في البلدان العربية؟ لأن نظام لبنان الموارنة السياسي تمسك بمبدأ التناوب على السلطة وتداولها. هناك علامة فارقة على جبين لبنان الموارنة ألا وهي أن دستور لبنان هو الدستور الوحيد في البلدان العربية الذي لا ينص على دين معين للدولة، لا المسيحية ولا الإسلام. والمقاومون للاحتلال الإسرائيلي في لبنان كانوا مسيحيين ومسلمين”.
وقال نعمان: “العنوان ليس مديحاً للموارنة، هو صرخة من موارنة اليوم الذين نسوا تاريخهم وأصولهم”.
أضاف: “لا أريد أن أقول إن لبنان للموارنة، بل العكس الموارنة للبنان وللشرق. لكن العنوان موضوع قصداً حتى يصدم الضمائر، ضمائر الموارنة، كل الضمائر التي لا تعرف قيمة لبنان الديموقراطي الحر المسالم الذي يحب التقدم حضارياً وإنسانياً، والذي همه الوحيد أن يعطي فرصة لكل انسان يحب أن يتقدم بإنسانيته وأن يبني حضارة ويحولها مثالاً لكل دول الشرق التي لم تعرف حتى اليوم كيف تخرج من جاهليتها والتي تغرق في مشكلاتها الأساسية”.
النهار