فى مطلعون على مسار وساطة آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أن يكون لبنان قد تلقى أي عرض إسرائيلي جديد حتى الآن، علماً ان القناة 14 الإسرائيلية كانت قد ذكرت أن عرضاً إسرائيلياً جديداً قدم في هذا الإطار وهو عرض أدخلت عليه تحسينات، ولكنه لا يتخلى بأي شكل من الأشكال عن حقل كاريش.
وأشار هؤلاء المطلعون إلى أن لبنان يريد ردّاً واضحاً على ما يطالب به أي الخط 23 مع حقل قانا وأن أمام الإسرائيليين خيارين للردّ:
الأول، هو الخط 23 كاملاً مع تعرج عند حقل قانا يجعله تحت السيادة اللبنانية.
الثاني، الخط 23 كما هو من دون أي تعرج مع نص مكتوب يعطي لبنان الحق في استثمار حقل قانا كاملاً.
إضافة إلى هذين الخيارين وإذا كان الإسرائيلي لا يريد الالتزام بواحد منهما في هذه الفترة، فإنه قد يلجأ بحسب هؤلاء المطلعين إلى طلب تأجيل البت بموضوع الترسيم إلى ما بعد نهاية الانتخابات التشريعية لديه في تشرين الأول المقبل، ولكن هذا الطرح لن يقبل به لبنان إذا لم توقف إسرائيل عمليات استخراج الغاز من حقل كاريش وأن تبعد سفينة الاستخراج عنه، فهل سيستجيب الإسرائيلي للطرح اللبناني؟
وتحدثت بعض المعلومات عن أن في سياق المحادثات التي أجراها هوكشتاين مع المسؤولين الإسرائيليين، سمع الوسيط الأميركي كلاماً منهم حول ضرورة تغيير اسم حقل قانا باعتباره مستفزّاً، لأن لبنان اتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة قانا في نيسان من العام 1996.
لن يكون هناك من جديد في ملف الترسيم إلا من خلال تطورين:
الأول، هو عودة آموس هوكشتاين إلى لبنان حاملاً معه جواباً أو مقترحاً إسرائيلياً في شأن العملية، شرط أن يكون الأمر مقبولاً من الجانب اللبناني.
الثاني هو إقدام «حزب الله» على عمل عسكري ضد منصة كاريش، يستبق فيه أي تحرك لهوكشتاين، أو يتخذ من أي رفض لبناني لما يمكن أن يحمله الوسيط الأميركي ذريعة لشن الحرب.
وفي هذا المجال استغربت مصادر ديبلوماسية أميركية كيف أن الأمين العام لـ»حزب الله» أضحى المفاوض الاول في عملية الترسيم وأن الدولة اللبنانية أصبحت فقط في موقع المتلقي للنتائج، حتى أنها تلتزم الصمت حيال ما يجري في كل هذا الملف وحيال تهديدات نصرالله، ورأت هذه المصادر أن بعض من في لبنان لا يدركون على ما يبدو النتائج الكارثية لأي حرب مع إسرائيل، ولكن الأخطر بحسب هذه المصادر الديبلوماسية هو من يدرك تداعيات هذه الحرب ويثير حماسة السيد نصرالله تجاهها، من أجل كسب المزيد من في موقع لرئاسة جمهورية على أرض محروقة.