احتفلت لجنة محمية غابة أرز تنورين بعيد الرب، وأقامت قداسا احتفاليا في الغابة ترأسه راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، وعاونه خادم الرعية الخوري بيار طانيوس، رئيس دير حوب الاب نبيه خوري، المرسل اللبناني الأب جاك نقولا، ولفيف من الكهنة، في حضور رئيس البلدية منير طربيه، رئيس لجنة المحمية نعمه حرب، مخاتير تنورين، وفاعليات ورؤساء اندية وجمعيات وحشد من المؤمنين من تنورين والقرى والبلدات المجاورة.
وخدمت القداس المرنمة ليال نعمه ورافقها جبران مطر عزفا على الاورغ.
خيرالله
وبعد تلاوة الانجيل، ألقى المطران خيرالله عظة قال فيها: “نلتقي اليوم لنحتفل معا بعيد تجلي الرب، هذا العيد الذي أراد فيه يسوع أن يرفع رسلا الى أعلى الجبل وقمته لكي يروا مجده السماوي. اصطحب بطرس ويعقوب ويوحنا وتجلى امامهم على قمة الجبل، وعندما رأى الرسل مجد يسوع على الجبل وهم بعيدون عن العالم، عن هموم العالم اليومية، رأو ما ينتظرهم مع المسيح من مجد لا يزول، لأن مجد العالم باطل، أما مجد الرب يسوع فهو المجد الابدي والباقي. فكانت ردة فعل بطرس أن قال “حسن لنا يا رب ان نبقى هنا وحسن لنا ان نعيش هنا ولا نعود الى حياتنا اليومية والى ما كنا نعيش من هموم كل يوم”. لكن يسوع اراد منهم، بعدما رأوا المجد وطعم المجد السماوي، أن يعودوا ويحملوا مسؤولياتهم ورسالتهم في العالم الذي يعيشون فيه، ولكن بنظرة الى فوق، الى الاعلى، وهو يريدنا أن نعيش في العالم ونحن ننظر الى مجد الله”.
وأضاف: “نحن اليوم على قمة جبل ارز تنورين كأن المسيح يدعونا جميعا كما دعا بطرس ويعقوب ويوحنا الى ان نرتفع ونعيش طعم المجد الذي يحجزه لنا يسوع المسيح”.
وقال: “نحن ننعيش مرحلة انحطاط وانحدار لكننا لم نخسر كل شيء، ونحن قادرون بارادتنا ان نعيد بناء وطننا من جديد، وعلينا ان نبدأ ببناء عائلتنا على احترام الانسان واحترام الخليقة. ونن كلنا قادرون، وباستطاعة كل واحد منا أو كلنا معا أن نقوم بذلك. إذا المسؤولية فردية وجماعية معا. اطمئنوا لأننا قادرون على تخطي المشاكل التي نعيشها اليوم اذا بدأنا بالعائلة”.
وتناول مفهوم البيئة واحترامها والتزام القوانين التي تحميها، مشددا على “دور الاهل في تربية أولادهم على احترام البيئة والطبيعة واحترام الكائنات واهمية الغابات والثروة الحرجية والطبيعية”، ومشيرا الى أن “التهاون بذلك سيؤدي الى أزمات بيئية، وما وصولنا الى أزمة النفايات التي نعيشها الا بسبب التراخي في إيجاد حلول لهذه المشكلة”.
وختم طالبا “من الرب يسوع الذي رفعنا معه الى هذا المكان المقدس والى التأمل بالخليقة والطبيعة المقدسة، أن يعطينا القوة والنعمة لنبدأ بذواتنا وفي مجتمعنا الصغير والكبير، ان نبدأ بتربية الاجيال على احترام كرامة الانسان وكرامة الطبيعة، فيعود مجتمعنا نموذجيا ويعود لبنان وطن رسالة كما كان في الماضي وكما سيبقى في المستقبل، بفضل كل واحد منا”.
وطنية