شدد بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام على أنه “إذا كانت البلاد العربية، والمواطنون المسلمون حرصاء على التعددية والعيش المشترك، ويهمهم أن يبقى المسيحيون في المنطقة، فلا بد من أن يتمتع المسيحيون بالمواطنة الكاملة وبجميع الحقوق المترتبة عليها، ولا بد للدول العربية من أن تجمع كلمتها وتوحدها، لتفرض حلا حضاريا سلميا عادلا للقضية الفلسطينية”.
في رسالة الميلاد التي وجهها السبت من الربوة، بعنوان “من بطريرك عربي مسيحي، إلى المسلمين في العالم العربي بمناسبة مرور 50 عاما على صدور وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965، والذي حمل عنوان “تصريح حول علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية”، أبدى لحام خوفه على الإسلام من التكفيريين، لافتاً الى “أن هذه التيارات التكفيرية هي الخطر الداهم للاسلام أولا وللمسيحية ثانيا، وهي خطر على المسيحية في الشرق العربي وأوروبا، خصوصاً مع تسونامي موجة الهجرة الجماعية (على الأخص من المسلمين) إلى أوروبا الغربية، وحتى إلى أميركا”.
وأشار الى “ان نجاح حوارنا هو نجاح كل حوار بين الناس بسبب تاريخنا وخبرتنا”. وقال: “نحن المشرقيون عربا، مسيحيين ومسلمين علينا أن نكون صفا واحدا، وسترا منيعا أمام هذا الخطر الداهم. إن موقفنا المشترك مسيحيين ومسلمين حيال التيارات التكفيرية، وحيال نظرية (صموئيل) هنتنغتون الهدامة (“صدام الحضارات”)، هو الذي سيجنب الشرق والغرب معا، والعالم بأسره، نتائج هذه الأخطار الكونية الوبائية”.
وشدد على “مسؤولية المسلمين، خصوصاً في الشرق العربي، بأن يحاموا عن الإسلام ويحموه من هذه التيارات، وأن يطمئنوا المسيحيين، لا سيما المشرقيين منهم، الى أن هذه التيارات التكفيرية، وما ينشر يوميا في العديد من وسائل الإعلام ومن الفضائيات، من تعاليم تدعو إلى القتل والإرهاب، مصحوبة بآيات قرآنية تكفيرية أصولية داعمة لها، ليست من الإسلام. وأقول لهم بكل صراحة، رغم ذلك، فإن هذه التعاليم تخيف المسيحيين، وتجعل الكثيرين منهم يتصورون أن هذه التعاليم ليست تعاليم “داعش” وسواها من الفرق التكفيرية وتعاليم دعاة وسائل الإعلام فحسب، بل تعاليم الإسلام الحقيقي، وهذا الأمر خطير جدا، وخطر داهم على الإسلام والمسيحية، والمسلمين والمسيحيين وعلى العيش المشترك، وعلى التعاون المنشود معا اليوم لمحاربة هذه الفرق التكفيرية”.
النهار