ترأس بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، القداس الإلهي، لمناسبة ذكرى انتقال الراهب المخلصي الاب بشارة ابو مراد، في كنيسة دير المخلص في بلدة جون في منطقة الشوف، وعاونه في الخدمة: الرئيس العام للرهبنة المخلصية الارشمندريت انطوان ديب واباء كهنة، في حضور الرهبان والراهبات وحشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الانجيل المقدس، القى لحام عظة، اعتبر فيها أن “الأب بشارة أبو مراد هو رجل صلاة، وقد تصفحت حياته للأب قسطنطين الباشا، فوجدت الأمر أكثر تردادا في ذكريات الأب الباشا الخاصة، وما سمعه من الآخرين: هو الصلاة، الصلاة منذ الصباح الباكر بحيث كانت الصلاة عنده حالة وليست عملا، كما كانت انطلاقة عمله وخدمته”.
وقال: “ان بشاشة الاب بشارة مشتقة من لقائه مع الله، وهذا ما انعكس على علاقته مع الآخرين، ومن هنا، بشاشته ولطفه نحو الآخرين”.
اضاف “نحن على أبواب الصوم، ويجب الاقتداء بالأب بشارة أبو مراد، الاقتداء بمحبة الفقراء- لا سيما أيام الحرب العالمية الأولى- فقد كان الاب بشارة يحرم ذاته من الأكل لأجل الفقراء، وذلك حتى الجوع. ومرض من الجوع ومات متأثرا بمفاعيل الجوع عليه. شهيد الفقراء! شهيد الجوع!”.
وتابع “إنا نستنشق الآن روائح زكية، كأنا متخطرون في فردوس آخر، فردوس فضائل النساك التي غرسها الله، وبها أزهر هؤلاء الكاملو البر بإمساك ودموع، مقدمين لله أثمار سيرتهم المتنوعة”، متوجها إلى الحاضرين: “لنمدح يا مؤمنون بالتسابيح، محفل جميع الآباء الناسكين ببر، ونكرم بالأناشيد يا إخوة، بنفوس متفقة وعقول إلهية، رؤساء كهنة المسيح، لأنهم ساروا بالإمساك والصيام النقي، وكشفوا لنا إنجيل المسيح، ولنقرظ معهم النساء المتشحات بالله اللامعات، ولنقتد بسيرتهم بما يليق بالله، لننال عنده غفران الخطايا”.
وقال: “ها قد وافى الزمان، فاتحة الجهادات الروحية، والغلبة على الشياطين، وسلاح الإمساك، وجمال الملائكة والدالة لدى الله. لأن موسى بالصوم صار كليما للخالق، وسمع بأذنيه صوتا من غير أن يرى. فيا رب…أهلنا بواسطته أن نسجد لآلامك وقيامتك المقدسة، بما أنك محب للبشر”.
وختم “باقبالنا على الصيام الطاهر، هلم نبادر كلنا إلى تذليل البشرة بالإمساك. ولنطلب الرب مخلصنا بالدموع والصلوات، ولننس الشرور كل النسيان، هاتفين: خطأنا إليك أيها المسيح الملك، فخلصنا كما خلصت أهل نينوى قديما، واجعلنا شركاء في ملكوتك السماوي أيها المتحنن، ولنبتدئ بالإمساك الكامل الإكرام مسرورين، متلألئين بأشعة أوامر المسيح إلهنا المقدسة، بضياء المحبة الساطع، وبرق الصلاة، وطهارة العفاف، وقوة الشجاعة، لكي نبلغ مضيئين بنور عدم الفساد إلى قيامة المسيح المقدسة”.
ديب
كما كانت كلمة للارشمندريت انطوان ديب، اكد فيها ان “عيد الاب بشارة هذا العام هو بمثابة عيدين: الأول لأنه عيده، والثاني لوجود البطريرك لحام بين الجميع، وهو ابن الرهبانية المخلصية، الذي به تفتخر وتكبر وتتقدس”، معتبرا ان “وجود البطريرك لحام هو اجتماع العائلة المخلصية حول الاب بشارة”، آملا ان “يأتي العام المقبل ويكون الاب بشارة قد اصبح طوباويا”.
وفي ختام القداس قدم البطريرك لحام انجيلا ذهبيا للرهبنة المخلصية.
وطنية