افتتح بطريرك انطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام أعمال السينودس السنوي في مقر البطريركية الصيفي في عين تراز أمس، في حضور أساقفة لبنان والمهجر.
وألقى البطريرك لحّام كلمة الإفتتاح، ومما قال: “(…) من المؤسف أنَّ الهجرة تهدِّد الوجود المسيحي حتّى في لبنان، لا بل تهدِّد فرادته في العالم العربي. فقد قرأتُ في أحد التقارير أنَّ 60 في المئة من اللبنانيين مصمِّمون على الهجرة و 35 في المئة ينتظرون الحصول على التأشيرة للمغادرة، وبالطبع أكثرهم من المسيحيين. إذا كانت الهجرة هكذا مستشرية في لبنان، فماذا نقول عن البلدان المشتعلة حاليًا بالحروب؟ وهذا كلّه يضعف دور المسيحيين التاريخي ويهدِّد مستقبلهم. وعلينا أن نعمل بكلّ قوانا، في أبرشيَّاتنا هنا وفي بلاد الانتشار، لأجل تخفيف وطأة هذه الهجرة التي أصبحت نزيفًا خطيرًا جدًا”.
وسأل: “ألم يقتنع العالم بعدم جدوى القتل والتَدمير والإجرام الذي يستهدف سوريا، لينال من صمودها وثوابتها وإرادتها ورغبتها في السَّلام؟ لماذا لا ينضم جميع الأفرقاء إلى مساعي محادثات السَّلام التي عُقدَت أخيراً في روسيا؟”.
وأضاف: “إننا ندعو الجميع ولا سيما منهم المسلحين ومموليهم وداعميهم، وكل إنسان يؤمن بقيمة الإنسان مهما كان دينه وإيمانه، الى أن ينضموا إلى مسيرة القيامة والحياة”. ونادى “المغتربين من أبنائنا، أن يكونوا سفراء بلدانهم في مناطق انتشارهم، وأن يشكِّلوا قوة ضاغطة للمساهمة في إعادة السلام إلى سوريا والعراق ولبنان، وأن يساعدوا أهلهم وأبناء وطنهم للصمود في أرضهم. ولا أزال أدعو كلّ الأفرقاء السوريين إلى الحوار والمصالحة والتلاقي لوضع خطَّة عاجلة لإنقاذ الوطن من مأساة مدمِّرة. أمام هذه المآسي أخاف أن ننسى فلسطين وقضيَّة السلام. وأحذِّر من سيناريوات وتقسيمات جديدة للمنطقة”.
وبعد الإفتتاح وقبيل بدء أعمال السينودس، وصل الى مقر البطريركية الصيفي تمثال العذراء فاطيما وكان في إستقباله البطريرك لحام وأعضاء السينودس وحشود من مختلف مناطق الشوف، عاليه وبعبدا، وسط قرع الأجراس وإطلاق المفرقعات والصلوات والتهافت على التبرّك.
عاليه – رمزي مشرفية
النهار