أعلن بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام “أنَّ التحدِّي الأكبر الذي يواجهه الإسلام والمسلمون، خصوصاً في العالم العربي، هو هذه الفرق التكفيريَّة. والتحدِّي الأكبر أيضًا هو موقف الدول والمؤسَّسات الإسلاميَّة الدينيَّة والمدنيَّة نحو هذه الفرق التكفيريَّة التي تهدِّد الإسلام والمسيحيَّة، والمسلمين والمسيحيين في قيمهم الإيمانيَّة المشتركة، وفي القيم والحقوق والثوابت الإنسانيَّة التي هي التراث العالمي العامّ للبشريَّة بأسرها”.
وقال في معايدة بالأضحى للمسلمين في العالم العربي وخارجه: “لا أكون متطفّلاً على عالم أحبّه، وأنا منه وله، إذا عبّرت عن أمنية غالية. ولا أكون مغاليًا إذا قلت بجرأةٍ إنها أمنية الغالبية، لا بل الغالبية الكبيرة. هذه الأمنية هي مجموعة من شقين: أوّلها وأهمّها أن يعمل فقهاء الإسلام والمسلمين ومفتوهم وملوكهم وأمراؤهم ورؤساء حكوماتهم ودولهم على مصالحة عربية شاملة، تبدأ مع هذا العيد الفضيل. وثانيها هي تكوين مجموعة عربية، وأجرؤ أن أقول إسلامية – مسيحية، تعمل على وضع ميثاق عربي جديد يلبّي تطلعات الأجيال الشابّة في دولة حديثة يتضامن فيها الدين والدولة، بحيث يتوافّر المجال الطبيعي المتناغم لكلّ منهما، وتتناغم فيها الشريعة الحنيفة والمواطنة واحترام الحريّات، ولا سيما منها حرية العبادة والمعتقد للجميع من كلّ الطوائف والأطياف.
وانطلاقًا من ذلك، يعمل مفكرو المجتمع العربي على وضع جدول أعمال لبرنامج ثقافيّ فكري نابع من إيماننا وقيمنا وتراثنا وتاريخنا وعيشنا المشترك، ويُفسَح فيه المجال للدولة العربية الحديثة (…)”.
النهار