نظم لقاء مسيحي اسلامي في دير سيدة قنوبين، بعنوان “من اعماق قاديشا الى أحضان مريم”، لمناسبة عيد البشارة وبرعاية النائب البطريركي على الجبة وزغرتا المطران مارون العمار، ادارته راهبات الدير الانطونيات برئاسة الاخت لينا الخوند، وحضره الشيخ بلال الملا من طرابلس، الشيخ أحمد اللقيس من جبيل، الخوري هاني طوق، رئيس بلدية بشري انطوان الخوري طوق الذي كانت له شهادة حياة حول العلاقة مع مريم “التي بدأت في البيت العائلي، فالبيئة المحلية ومنهما الى رحاب التلاقي مع سائر مكونات المجتمع اللبناني، تلاقيا يشكل الجواب القاطع على أشكال التفرقة والانقسام التي تجتاح العالم”.
افتتح اللقاء بقرع مشترك للاجراس ولرفع الاذان، فتلاوة الفاتحة والابانا، فكلمة الاخت الخوند في مفاهيم التلاقي الروحي والانساني المتجذرة في رسالة قنوبين وتراثها. ثم ترانيم وتراتيل تناوبت عليها جوقتان اسلامية من طرابلس ومسيحية من ديري مار اليشاع وقنوبين، تبع ذلك عرض وثائقي “قودشو” من سلسلة أفلام الوادي المقدس لرابطة قنوبين للرسالة والتراث.
الملا
ثم القى الملا كلمة وقال:”ان علاقة المسلم بالمسيحي، هي علاقة السماء بالارض، ومن علاقة الوحي بالرسالة، وهي من علاقة أخوة الانبياء للانبياء وما يجمعنا مع المسيحيين في هذا الشرق، هو الشرق نفسه، في نشأته، في أرضه، وفي سمائه، في لغته، وفي العرق والدم وقبل كل ذلك الانسانية التي كرمنا الله بها جميعا”.
وأضاف:”ان ارتباط المسيحيين بالواقع العربي لهو ارتباط وثيق، وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وأنا كشخص لا أرى ما نختلف فيه الا تنوعا وتعددا وغنى وتميزا. وهو ان صحت التسمية فهو اختلاف وليس خلافا، نعم اختلاف في اطار الوحدة، مسلمين ومسيحيين. ولذلك آن لنا ان نخرج من ضيق طوائفنا ومذاهبنا الى فضاء انسانيتنا وايماننا الواسع”.
واستشهد بقول مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان “ديننا دين الاعتدال ودين التسامح والعيش المشترك واننا محتاجون اليوم قبل الغد الى مكافحة التشدد والتطرف والعنف باسم الدين في أوساطنا، ومحتاجون الى تواصل وتفاهم أكبر في العلاقات الاسلامية – الاسلامية، والاسلامية – المسيحية”.
اللقيس
وقال اللقيس:”بالنسبة لي، ان السيدة مريم كمثل الغذاء للجسد، يتعلم منها الانسان كيفية التعامل مع ربه والصبر على الشدائد من غير وقوع الفتنة. وأذكر ما حدث منذ أيام قليلة في منطقة جبيل من تجربة لاشعال نار الفتنة الطائفية، وكانت توجيهات مفتي الجمهورية بعدم الرد على هذه الابواق تداركا للفتنة. وهذا الصبر وعدم الرد على الفتنة مستلهم مما حدث مع السيدة مريم وقومها. فكان سكوتها وعدم ردها الا بالحسنى.”
وختم:”أناشد المعنيين بالاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية كي نظل مجموعين في هذا الوطن.
العمار
بدوره قال العمار:”اهلا بكم في هذا المكان الجامع لكل من يحب ان يتقي الرب بورع وخشوع. تعالوا معا نصلي، ونتأمل، وننسى ما يفرقنا ونتوحد على من يجمعنا بمحبته وعطفه، ولا يريد لنا الا الخير والصلاح والسلام، انه الله. تعالوا نقر بأن الارض تتسع لنا جميعا بشرط ان نعيش فيها بأمان وسلام ومحافظين على بعضنا البعض كل في معتقده وفي ايمانه وتطلعاته.”
وتابع:”هذه هي رسالة قنوبين، هذه هي رسالة الصلاة التي نقوم بها اليوم، هذه هي رسالة كل الذين عاشوا في قنوبين حتى الآن. قادهم البطاركة المؤمنون، وحلقتهم الحالية غبطة أبينا مار بشارة بطرس الراعي، المؤتمن بوفاء على حفظ هذه الرسالة ونشرها في لبنان والعالم”.
واضاف:”سفركم اليوم الى هنا يشبه سفرنا على هذه الارض، الذي لا يخلو من المصاعب والمشقات ولكن الوصول الى الهدف هو أكيد شرط ان نؤمن بما نقوم به. ونحن آمنا منذ القديم لذلك سفرنا بدأ في هذا الوادي منذ القديم. هدفنا اللقاء بالله عبر اللقاء بالقريب ومحبته. وصلاتنا المشتركة اليوم هي أحد أوجه هذا اللقاء”.
ثم كانت شهادة من الخوري هاني طوق حول تجربة العلاقة الشخصية بالمسلمين، وتوسيع المشترك معهم، وتطعيم المسيحيين ببعض الاسلام وبالعكس.
واختتم اللقاء بدعاء روحي مشترك تلاه جميع الحاضرين، فهدايا ثقافية تراثية من اتحاد بلديات قضاء بشري ورابطة قنوبين للرسالة والتراث، فمشاركة في خبز المائدة.
وطنية