استضافت مطرانية سيدة النجاة للروم الملكيين الكاثوليك في زحلة، لقاء دينياً وعلمانياً من اجل نشر السلام في العالم، شارك فيه ممثلون عن مكتب التحالف العالمي للسلام بين الأديان WRAP ، كريستي جيون و دافيد كو، اتوا خصيصاً من كوريا للمشاركة في هذا اللقاء.
وشارك في اللقاء راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، راعي ابرشية زحلة للسريان الأرثوذكس المطران بولس سفر، المونسنيور جورج معوشي ممثلاً راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، الأرشمندريت تيودور غندور ممثلاً راعي ابرشية زحلة للروم الأرثوذكس الكتروبوليت اسبيريدون خوري، القسيس رمزي ابو عسلي ممثلاً الكنيسة الإنجيلية، رئيس الكلية الشرقية الأب سابا سعد، الشيخ احمد المصري ممثلاً مفتي بعلبك الشيخ خليل شقير، اضافة الى عدد من الكهنة والفاعليات الزحلية والبقاعية وحركات الشبيبة.
بداية اللقاء مع صلاة للمطران درويش ومن ثم كلمة للآنسة جيون عرضت فيها اهداف مكتب التحالف العالمي للسلام بين الأديان، وطرق العمل من اجل تحقيق الأهداف، وعرض فيلم وثائفي عن جمعية HWPL الذي ينتمي اليها المكتب ، والمراكز الموزعة في مختلف انحاء العالم.
من ناحيته المطران درويش رحب بالحضور واوضح اهداف اللقاء ومما قال :” انه من دواعي سروري ان نستقبل بيننا ممثلوا مكتب التحالف العالمي للسلام بين ألأديان القادمين من كوريا الجنوبية. ان اعرف جيداً هذا الكتب ورئيسه السيد لي الذي كرس حياته للدفاع عن السلام. كان لي شرف زيارة كوريا العام الفائت للمشاركة في قمة السلام العالمية الذي شارك فيها اكتر من مئتي الف شخص ، واكثر من 5000 متطوع من كل العالم. فريق مكتب الحالف العالمي للسلام عبر الأديان اتى الى لبنان ليتشارك معنا خبرته في كيفية نشر السلام الى العالم. ان منطقتنا العربية تواجه اليوم عدة حروب بإسم الله. الله هو المحبة والسلام وليس الحقد والحروب، وانا اكيد ان الجميع يؤيدون جهود منظمة HWPL من اجل عالم افضل. نحن اليوم معنيون بحوار ديني بين المسيحيين والمسلمين من اجل فهم افضل لحاجات شعوبنا”
وتابع ” المطلوب من جميع المؤمنين في العالم ولا سيما من القادة الروحيين تفاهم وتعاون، فبدونهما لا يمكن ان نتوصل الى سلام في العالم، علينا ان نسعى الى تحول ديني في عقلياتنا لنصل الى هذا التفاهم، كما علينا ان نبتعد عن حصرية الحقيقة، فلا حقيقة مطلقة بعيدة عن الآخرين. فالديانات كلها تسعى لتحقيق السلام في العالم. ديانات العالم موجودة وحاضرة في كل مكان وكلها تحمل بعداً عالمياً، وانفتاح الأديان على بعضها يساهم في التفاهم بين الشعوب”
وطرح المطران درويش سؤالاً عن كيفية العمل لتفعيل الحوار بين الأديان؟
واجاب ” علينا ان نعمل بقوة لنصل الى تفاهم ديني على كل المستويات اللاهوتية والفقهية والعقائدية والحياتية، والتفتيش على طرق جديدة للحوار وعدم الإكتفاء بما تم حتى الآن، على سبيل المثال الإعلام المتبادل ودراسة التحديات المشتركة بين ألأديان. والأكثر اهمية في بحثنا يجب ان يتركز على فصل السياسيين عن الأمور الدينية كي لا تستغل القيم الدينية من اجل الأمور الدنيوية، المهم ان يقتنع الجميع ان لا سلام في العالم دون سلام وحوار بين الأديان”
وختم المطران درويش كلامه داعياً الى التأسيس لعقد مؤتمر شبابي من اجل السلام في لبنان والعالم، العام القادم.
المطران سفر شكر للوفد الكوري قدومه الى لبنان لمشاكة خبراته في مجال احلال السلام، ودعا الجميع الى الوحدة والتكاتف من اجل تحقيق هذا الهدف النبيل الا وهو احلال السلام في كل ارجاء العالم.
المونسنيور معوض دعا الى العودة الى اصالة الدين وروحانيته، عندها يجد الجميع السبيل الى احلال السلام.
الشيخ احمد المصري تحدث عن اهمية الأديان في عملية السلام فقال :” الإسلام شيء وممارسة المسلمين شيء آخر. الحوار بين الأديان لا يمكن ان يتم لسبب واحد: ان اشيء الواحد لا يتحاور مع نفسه، الأديان باعتبارها من مصدر واحد، على موضوع واحد لهدف واحد، لا يصح حوار الشيء مع نفسهن ولكن هناك ترسبات على كل الأديان،هذه الترسبات ما لم نمتلك الشجاعة لإزالتها سنظل نعالج آثار وعوارض ولن نعالج الحقيقة.
الحقيقة ان الإسلام، اسلام الفتوحات العربية مع مسيحية الحروب الصليبية مع صهيونية اليهودية لا يمكن ان تلتقي، وان التقت فتلك كارثة.”
واضاف ” اما الإسلام المحمدي والمسيحية العيسوية واليهودية الموسوية، اذا استطعنا ان ننفذ الى اعماقها سوف لن نجد الا التطابق، لن نجد الا غاية واحدة هي الوصول الى وضع الإنسان على طريق الإرتقاء الى التألق، وان تعددت الطرق وان تفاوتت الطروحاتن ولكن الهدف واحد والوسيلة واحدة والغاية واحدة. اليوم مشكلة المسلم عندما لا يتقبل الآخر، مشكلته مع فهمه لدينهن والمسيحي الغير متقبل للآخر مشكلته مع فهمه لدينه، فالمشكلة هي في الفهم وليست في النص وليست في الغاية”
واردف ” ما نراه اليوم من تنازعات لا علاقة للأديان فيها، الأديان تسمي الله بالسلام، اسمه السلام، ومن يسمي ربه بالسلام لن يبحث عن السلام في مكان آخر، فالعودة الى الله هي التي تصنع السلامن اما ان نجعل من الزعماء السياسيين وسيلة للوصول الى الله، ومن مصالحهم اقدس من الله، هو ما يؤدي بنا الى واقع كالواقع اللبناني، هذا الواقع من دون السياسيين ومن دون المتدينين اتباع السياسيين، سوف نصبح بيئة واحدة وعائلة واحدة ولا نحتاج الى حوارلأننا سنعيش في عمق السلام.الإسلام الحقيق عندما ننزع عنه الترسبات سنجده مسيحياً حقيقياً، والمسيحية الحقيقية عندما ننزع ما تراكم عليها من ترسبات سنجدها اسلاماً حقيقياً”
وختم الشيخ المصري ” لا يمكن لمحمد والمسيح وموسى ان يقتتلوا، وكل من بقتتل باسمهم هو غير متصالح مع ذاتهومع انتمائه ومع فهمه لهذه الأديان، لذلك دعوات الحوار في لبنان لم تصل الى نتيجة، لأننا نتحاور على غير المشكلة. المشكلة في المسلم فهمه للإسلام، والمشكلة في المسيحي انه يعتبر ان ما وصل اليه هو ما لا يمكن ان يعتقد غيره، من دون دراسة ترسبات التاريخ، ومن دون دراسة العوامل التنظيمية التي ادخلت الى الأديان، اصبحت اقدس من القضايا الدينية.
الإسلام هو المسيحية، والمسيحية هي الإسلام، والإسلام والمسيحية هما السلام بشرط ان ننتمي الى الإسلام والى المسيحية”.
القسيس ابو عسلي اعتبر ان “السلام يتطلب جهداًن ويجب ان يكون لدينا تعريف موحد عن السلام، ثم يبدأ كل انسان بتفعيل السلام من موعه.”
الأرشمندريت غندور رأى ان” للسلام مفهومين : مفهوم جيوسياسي قائم على اتفاقات ومعاهدات ومصالح، وهو سلام متزعزع، ومفهوم الهي سماوي، وهو مسؤلية كل الأديان في نشر السلام الحقيقي.
وفي نهاية القاء وقّع المشاركون على وثيقة اكدوا فيها التزامهم السعي لنشر السلام في العالم.