نظمت “مؤسسة مهارات” لقاء بعنوان “استجواب الاعلام”، في “ألت سيتي” – الحمرا، ناقش واقع الاعلام في لبنان ودوره في الاضاءة على قضايا جميع شرائح المجتمع، بعيدا عن خطاب الكراهية والتحريض الديني، انطلاقا من نتائج أربع دراسات رصد قامت بها “مهارات” خلال العام المنصرم ضمن برنامج “تعزيز اعلام التنوع” حول تغطية قضايا الشباب، المرأة، المثليين والخطاب الديني.
العمار
وتحدثت الناشطة في جمعية “كفى” مايا العمار فأشارت الى ان “حضور المرأة ضعيف على مستوى صناعة القرار في المؤسسات الاعلامية بالرغم من كونها الانشط في مجال صنع المحتوى الاعلامي عبر المراسلات الميدانيات والمذيعات في البرامج الاخبارية والسياسية”.
ولفتت الى أن “هناك تطورا كبيرا في السنوات الاخيرة فيما يخص الاضاءة على قضايا المرأة مثل قضية العنف الاسري، لكن تبين ان الاهتمام الاعلامي نابع من التزام صحافيين بهذه القضية وليس من التزام المؤسسات الاعلامية التي تهتم بشكل اكبر بالحدث”، معتبرة أن “الحل هو في تغيير نمط التفكير وتعاطي المؤسسات الاعلامية مع قضايا المرأة حتى لا يبقى التعاطي سطحيا يهمش المرأة”.
ابي صعب
وقال نائب رئيس تحرير جريدة “الاخبار” بيار ابي صعب: “البيئة التي نشأنا فيها تزودنا بالادوات الخاطئة في التعاطي مع الفئات المهمشة مثل المثليين، والاعلام جزء من هذه البيئة، التي ترجع الى رجال الدين الذين يضعون المثليين في صراع بوجه الدين”، معتبرا أن “التعاطي مع قضايا المهمشين يجب ان تنبع من الحقوق المدنية الموجودة في الدستور وليس مما شرعه الدين”.
معلوف
بدوره، رأى الاعلامي جو معلوف ان “حضور المرأة في الاعلام جيد مقارنة مع ما كان في السابق، اما التضييق على حضورها فهي سياسة تمارسها الطبقة الحاكمة، بالاضافة الى رجال الدين”.
وقال: “نحن رفضنا او قللنا من حضور رجال الدين في القضايا الاجتماعية، في محاولة للتخفيف من وجهة النظر الدينية في مقابل وجهة النظر المدنية. ان الاداء الاعلامي ليس سلبيا بالمطلق، هناك اخطاء يجب اصلاحها، ويتم ذلك عبر الحوار وسماع الاراء”.
سليم
اما فيما يخص العلاقة بين الاعلام والحراك الشبابي الحاصل، فأكد الناشط في حملة “طلعت ريحتكم” علي سليم ان “الاعلام ساعد الحراك في نقل القضايا المهمة التي طالب بها، لكنه في بعض الاحيان صوب على الحراك بشكل سلبي، رغم ان المطالب التي جاء بها الحراك هي قضايا المواطنين المضطهدين والمهمشين التي كانت سببا في محاربة الطبقة السياسية للحراك”.
الزعتري
واعتبر المخرج سلام الزعتري ان “التقصير في التغطية الاعلامية لقضايا المهمشين يرجع الى ان الكثير من وسائل الاعلام تخضع للاقطاع، وبالتالي هي تخدم مصالح اشخاص واجندات”، لافتا الى أن “المحطات التلفزيونية اللبنانية تعاني نقصا في مجالات عدة تؤثر على تغطيتها، وأبرز هذه المجالات ما يتعلق بعدم وجود أقسام للابحاث، اضافة الى ضعف في المقاربة العلمية للقضايا المطروحة، اذ ان اسس العمل مفقودة في معظم هذه الوسائل”.
مخايل
وعرض المستشار القانوني في “مهارات” طوني مخايل بعض نتائج الدراسات المعروضة وآليات العمل التي ساهمت في التوصل لهذه النتائج، مشيرا الى “غياب سياسة اعلامية في التعاطي مع قضايا المهمشين، اذ ان الحدث يفرض نفسه على التغطية الاعلامية”، لافتا الى “المساحة التي وفرها الاعلام لنقل مجريات الحراك المدني الشبابي، وبالتالي تسليط الضوء على قضايا الشباب ومعاناتهم بشكل معمق، مع الاخذ بالاعتبار الاجابة على سؤال مهم هل سيتم الاهتمام بقضايا الشباب في حال خفت الحراك وقل نشاطه؟”.
وطنية