عقد الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة مكتب الشرق الاوسط، لقاء للشبيبة المسيحية الاسلامية من 4 لغاية 8 تشرين الأول الجاري، تحت عنوان: “المصالحة في العالم العربي” في فندق لو كريون ـ برمانا ـ لبنان.
وشارك في اللقاء 35 شابا وصبية من مختلف الحركات الشبيبية المسيحية، الاعضاء في الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة، وشبيبة من منظمات المجتمع المدني وجمعيات دينية مسلمة من 7 بلاد عربية (مصر ولبنان والسودان والعراق وفلسطين والاردن وسوريا).
اهم المحاور التي تم التطرق اليها:
– المصالحة والعمل التنموي مع الانبا يوليوس اسقف الخدمات في الكنيسة القبطية الارثوذكسية في مصر، وأهم ما قاله: “المصالحة مع الله ومع الاخر ومع الذات. قبول الآخر كما هو وليس كما اريده انا. والشهادة للحق ولو على حساب الذات. والاهتمام بالعمل التنموي والصحي لكل اطياف المجتمع بدون تفريق”.
– وقدمت رولا جرجس ضمن محاضرتها ملامح بارزة لحل النزاعات وتحديد المفاهيم، وكانت هناك قراءة عن الحركة المسكونية والتحديات المعاصرة مع الدكتور زاهي عازار واهم ما اشار اليه هو “الساعة المسكونية” التي تضمنت اهم عناصر العمل المسكوني، وشدد على “اللقاء وبناء ثقافة الآخر”، اما موضوع “التطرف والامن القومي” فقدمته كاتي نصار وكان مصحوبا بشهادة شخصية قدمها بيار كرم.
– مفهوم “المصالحة في الاديان” قدم له الشيخ عباس الجوهري، من وجهة نظر مسلمة والاب نعمه صليبا من وجهة نظر مسيحية. حيث اوضح الاول ان “للاديان بعدا اخلاقيا متشابها بغض النظر عن السياسة. والعصبية ان يرى الفرد اشرار قومه افضل من اخيار قوم آخر”. بينما ذكر الاب نعمه صليبا ان “المصافحة والسلام باليد هي ابراز عدم وجود سلاح باليد، وهو نوع من المصالحة. وانه لا يوجد في المسيحية عبارة “الآخر” بل عبارة “قريبك”.
– كما قدم اسعد شفتري ومحيي الدين شهاب شهادة حية للمصالحة بعد اشد العدائيات، وذكر الشفتري انه “لكي تغير العالم عليك ان تغير نفسك اولا ـ وواجه نفسك وتحمل مسؤولية افعالك”. اما شهاب فعلم المشاركين “ان التغيير يبدأ بمحاسبة النفس، وهل ما قمت به سابقا خطأ أم صوابا. والبحث عن الحقيقة الكاملة عن الآخر وعدم الحكم عليه مسبقا من خلال الاقوال، او بعض الاشخاص الذي قد يقودون الى حرب اهلية. الحوار هو الحل الوحيد للتقرب ومعرفة الاخر”.
– ونوه الدكتور زياد الصايغ بالمصالحة وتحدي السياسات العامة، واوضح ان “العناصر الرئيسية لتحقيق المصالحة، هي تكريس القيم والعمل على المصالح المشتركة”.
– كما قدم الدكتور غسان بو دياب محاضرة عن “دور الاعلام لتحقيق المصالحة”، وابرز “اهمية تنقية البيانات الواردة الى المتلقين عن طريق استخدام وسائل وسبل مختلفة”، مؤكدا “خطورة الاخبار الكاذبة والمفبركة المنقولة. وعدم الاكتفاء بالسماع لوسيلة اعلامية واحدة لتمييز الخبر الصحيح من عدمه”.
وتعرف المشاركون على عدة مبادرات لبنانية، تعمل من اجل المصالحة واهمها:
– جمعية تصالح قدمتها علا صقر وبينيلا الحاج.
– جمعية حوار الحياة والمصالحة قدمها الدكتور زياد فهد.
– مبادرة 25 آذار عيد بشارة السيدة العذراء الموحد عند كل الديانات في لبنان، قدمها الدكتور ناجي الخوري.
في ختام اللقاء قدم المشاركون خطة عمل لكل من البلاد المشاركة، واضعين لها جدول زمني لضمان التحفيز والتنفيذ وتقييم التجربة، من اجل نشر الوعي حول المصالحة والمسامحة، لاجل النهوض بمجتمع مثقف مبني على قبول القريب.
وقد اثنى الجميع على المحتويات والنتائج، عائدين كل لدولته بوعد ورغبة صادقة للعمل المشترك لتفيذ خطة العمل وتحويل مخرجات اللقاء الى واقع ينير واقعنا ومجتمعنا في العالم العربي، من اجل مستقبل مشرق وواعد بطموح اللحمة والوحدة العربية.
وطنية