نظمت مؤسسة “مهارات” بالتعاون مع “المركز اللبناني للتربية المدنية”، في اطار متابعتها لإقرار قانون اعلام جديد في لبنان، لقاء – عشاء، هدف الى القاء الضوء على المسار التشريعي الذي سلكه الى الآن اقتراح قانون الاعلام الذي كانت “مهارات” تقدمت به الى مجلس النواب.
حضر اللقاء مقرر لجنة الاعلام والاتصالات النيابية النائب عمار حوري، النائب غسان مخيبر، اعلاميون، اكادميون، ومجموعة من الصحافيين والخبراء والقانونيين، ولا سيما الذين شاركوا في بلورة مسودة القانون في مراحل سابقة.
ترحيب
بداية رحبت مديرة البرامج في “مهارات”، ليال بهنام، بالحضور وشكرتهم على تلبية الدعوة في ظل الظروف التي يمر فيها البلد، موجهة تحية الى الجيش وعطاءاته وشهادته. وأعلنت ان هذا الاقتراح هو حصيلة مسار تشاركي ادى الى بلورة المسودة الاخيرة، ودعت الصحافيين والقانونيين الذين اعطوا من وقتهم وشاركوا بتعليقاتهم الى استعراض المبادئ الأساسية التي يجب ان يحملها اي قانون جديد يتم اقراره.
فرح
ثم ذكرت رئيسة المؤسسة الصحافية آلين فرح بالواقع الحالي الذي يواجه قطاع الاعلام، معتبرة انه الى “اليوم لا يزال الاطار القانوني اللبناني يعوق العمل الصحافي ولا سيما الصحافة الاستقصائية، ويتيح للنيابات العامة والسلطة السياسية ان تتحرك لملاحقة الصحافيين وفق معايير استنسابية اذ انه الى اليوم يمكن حبس الصحافي اذا ما أريد تطبيق قانون المطبوعات الحالي”. وشددت على انه “حان الوقت لاجراء الاصلاحات اللازمة واقرار تشريعات وطنية تعزز من حرية الرأي والتعبير والاعلام وفقا لروحية الدستور ولمتطلبات تطور المجتمع الديموقراطي ونموه”.
ولفتت الى انه “من هنا يأتي هذا اللقاء في سياق تعميم أكبر لمحتوى القانون الذي نضعه بين ايديكم اليوم، كي يكون الاعلام رقيبا معنا على المجلس ويطلع بشكل حثيث على الاصلاحات ويتابع عمل اللجنة التي نأمل أن تأخذ في الاعتبار المبادئ الاساسية التي تضمنها اقتراحنا، ولا سيما إلغاء عقوبة الحبس، وتحرير المطبوعات السياسية، وعدم التوقيف الإحتياطي في قضايا الراي، والحد من العبارات الفضفاضة الواردة في النصوص القانونية في ما يتعلق بالقدح والذم، وحظر التحريض على العنصرية، اضافة الى توسيع مفهوم حق نقد الموظف العام، وتحرير الاعلام الالكتروني”.
لور سليمان
وكانت مداخلات لبعض الحاضرين ممن شاركوا في بلورة مسودة القانون في مراحل سابقة. ففي ظل عدم تقدم مناقشات لجنة الاعلام والاتصالات بما يتعلق بإقرار مبدأ الغاء التراخيص المسبقة على المطبوعات السياسية، شددت مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب على “ضرورة الغاء هذه التراخيص واعطاء الحق لكل صحافي في ان يؤسس جريدة سياسية وضرورة عدم حصر الامتيازات بأشخاص معينين”.
فايد
من جهته، أكد الصحافي راشد فايد على ضرورة الابقاء على مبدأ الغاء حصرية التمثيل النقابي الذي يتضمنه اقتراح “مهارات – مخيبر”، اذ ان “في القانون المبدأ هو الاباحة وليس الحصر وحرية العمل النقابي في قطاع الاعلام يجب ان تكون الاساس للتمهيد لإنشاء اتحاد نقابات يضم قطاعات نقابية مختصة تعمل على تحقيق مكاسب نقابية حقيقية على خلاف الواقع اليوم”.
كما دعا الجسم الصحافي للتحرك، “اذ لديهم اليوم فرصة لإقرار قانون جيد”. واقترح تشكيل لجان تتحرك ميدانيا باتجاه النواب اعضاء لجنة الاعلام والاتصالات وكل الكتل ورئيس مجلس النواب.
صاغية
بعد سلسلة احكام جائرة صدرت عن محكمة المطبوعات في الاونة الاخيرة، أكد المحامي نزار صاغية على ضرورة ان يتضمن اي قانون جديد للاعلام موادا تعزز العمل الصحافي وقدرة الصحافيين لفضح الموظفين وغير الموظفين والقضاة والشخصيات العامة بمفهومها الواسع واتاحة امكان تثبيت الخطأ بوجههم اذ ان ذلك يشكل ركيزة الديموقراطية.
الهبر
أما المدير العام لموقع “ليبانون فايلز” ربيع الهبر، فشدد على ضرورة الابقاء على المواد التي اقترحها قانون “مهارات- مخيبر”، اذ تضمن حرية الاعلام الالكتروني ورفض اخضاع الوسائل الالكترونية لأي شكل من التراخيص او الاذونات المسبقة. واكد “ان الحرية الاعلامية يجب ان تكون الاساس في اي قانون، اذ من دون حرية لا يمكن للاعلام ان يمارس دوره كأداة للمساءلة ووسيلة ضغط تحاسب المسؤولين ومن هم في موقع السلطة ومزودي الخدمات الصحية والغذائية وغيرها”.
حوري
بعدها تم فتح النقاش مع النائبين حوري ومخيبر للوقوف على مسار المناقشات داخل لجنة الاعلام والاتصالات النيابية، اشار النائب حوري الى انه “رغم انتسابي والنائب غسان مخيبر الى كتلتين سياسيتين متعارضتين، الا اننا التقينا في اغلبية الافكار وفي انحيازنا للحرية وعملنا على ان يتضمن القانون مزيدا من مساحات الحرية”.
واعتبر ان “القيود على المطبوعات السياسية يجب ان تسقط، كما يجب تعزيز الصحافة الاستقصائية”. وأشار الى انه لا يوافق على الملاحظات التي قدمها وزير الاعلام رمزي جريج الى اللجنة اذ انها تقيد الحريات، لافتا الى ان اللجنة قطعت شوطا واقرت افكارا جيدة، وهناك افكار اخرى تحتاج الى مزيد من التطوير، وقد تكون محبطة.
ورأى ان “الصورة ليست قاتمة كما انها ليست عظيمة”، داعيا الى “مزيد من التعاون لبلوغ افضل الصيغ”.
مخيبر
أما النائب مخيبر فاستعرض بعض ايجابيات وسلبيات ما آلت اليه مناقشات اللجنة، وقال: “الجيد ان اقتراح قانون “مهارات – مخيبر” اعتمد كإطار للمناقشة كأساس وكتبويب، كون اقتراح النائب روبير غانم لم يتقدم بأي تغيير جذري”.
ثم استعرض ما تم الاخذ به من الاقتراح الاصلي ومنه باب الاعلام الالكتروني والغاء التراخيص في المطبوعات السياسية، والاحكام المتعلقة بحق الرد، استطلاعات الرأي، ومبدأ الشفافية اي اعلام الجمهور بملكية وسائل الاعلام.
واضاف: “ان هناك امورا أسقطت مثل فتح الملكية للشركات الاجنبية ما يضع حدا للتحايل الموجود اليوم من خلال التمويل الاجنبي الذي يتلطى وراء شركات لبنانية. أما بالنسبة الى التراخيص المسبقة على المطبوعات السياسية فكانت اللجنة قد أقرت الغاءها، ولكن الوزير جريج قدم ملاحظات تتعارض مع الالغاء وهناك ضغوط من نقابتي الصحافة والمحررين وبعض مالكي المؤسسات الاعلامية”.
وشرح ان اللجنة تحاول ايجاد حل وسط، “الا ان هذا الحل يبدو غامضا، وطلبنا من الوزير جريج اعادة النظر بملاحظاته لعدم دستورية التراخيص وأبدى استعدادا لذلك”.
كما شرح انه “في المرئي والمسموع فانتقلنا من صلاحيات ضيقة للمجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع الى صلاحيات غامضة وكثيرة، وهذا خطير”.
وختم موجها دعوة الى “الاعلاميين بوجوب دق جرس الانذار وحثهم على الاهتمام الجدي بما يحدث في لجنة الاعلام والعمل على استكمال الجزء المتعلق بتنظيم المهنة، مشددا على انه “لا يجب ترك التشريع فقط للجنة، بل ان مراقبة التشريع ضرورية للوقوف في وجه المصالح السياسية والمالية الكبيرة”، متمنيا على النائب حوري عدم التسرع في احالة الاقتراح على الهيئة العامة بل التعاون للوصول الى أفضل صيغة.
صدقة
وفي ختام اللقاء، توجهت “مؤسسة مهارات” بالتهنئة للدكتور جورج صدقة، عضو مجلس ادارة في “مؤسسة مهارات، على توليه منصب عميد كلية الاعلام وتمنت مزيدا من التعاون مع كلية الاعلام لإعداد جيل جديد من الإعلاميين المدافعين عن حرية الراي والتعبير واع ومسؤول وحر ويحترم اخلاقيات المهنة. وشدد صدقة بدوره على أولوية تحديث الاطار النقابي للمهنة اذ من دون اطار نقابي جيد لا اطار قانوني جيد.
وطنية