إن لم تقرأ الكتاب المقدس وما يقوله لك فلا تتعب نفسك وسيبقى الحزن يلاحقك
لطالما شدّد البابا فرنسيس أن المسيحي – إزاء المشاكل والصعوبات – ليس شخصًا يتلذّذ بالألم بل هو شخص يستسلم بين يدي الله بثقة ورجاء.
قال البابا فرنسيس: لقد تعرّض القديس بولس للاضطهادات ولكنّه وبالرغم من الضيقات بقي راسخًا في إيمانه ويشدّد عزيمة الإخوة ويحثهم على الثقة بالرب، وأكّد أنه لكي ندخل ملكوت الله ينبغي علينا أن “نَجتازَ مَضايِقَ كَثيرة”. قال البابا فرنسيس لكن هذا الأمر لا يعني أن المسيحي هو شخص يتلذذ بالألم وإنما هذا هو الجهاد المسيحي ضدّ أمير هذا العالم الذي يحاول أن يُبعدنا عن كلمة يسوع وعن الإيمان والرجاء.
تابع الأب الأقدس يقول: “احتمال المضايق” هو تعبير يستعمله كثيرًا القديس بولس الرسول؛ فكلمة احتمال هي أكثر من مجرّد التحلي بالصبر، بل هي أن يحمل المرء عبء الصعوبات والضيقات، وحياة المسيحي مليئة بلحظات كهذه. لذلك فهذه الكلمة الأولى تنيرنا لنسير قدمًا في الأوقات الصعبة في حياتنا تلك الأوقات التي تجعلنا نتألّم.
تابع البابا فرنسيس يقول، المسيحي يمكنه أن يحتمل الاضطهادات والمضايق فقط بالاستسلام بين يدي الرب والاتكال عليه، لأنه وحده هو القادر على إعطائنا القوة والثبات في الإيمان ووحده القادر على منحنا الرجاء. أن نستودع الرب شيئًا، أن نسلّمه هذه اللحظات الصعبة وأن نسلّمه أنفسنا ومؤمنينا، كهنتنا وأساقفتنا؛ أن نوكل إليه عائلاتنا وأصدقائنا يعني أن نقول للرب: “اهتمّ أنت بهم، إنهم ملكك”. هذه هي صلاة ينبغي علينا أن نرفعها دائمًا، إنها صلاة اتكالنا عليه “يا رب أسلّمك هذا الأمر فاهتم به أنت!”، إنها صلاة مسيحية جميلة. إنه موقف ثقة بقدرة الرب وحنانه كأب لنا. وعندما يرفع الإنسان هذه الصلاة من أعماق قلبه، يشعر فعلاً بأنه سلّم أمره للرب الذي لا يخيّبنا أبدًا. الضيقات تجعلنا نتألّم لكن الاتكال على الرب يمنحنا الرجاء الذي منه يأتينا السلام!
أضاف الأب الأقدس يقول: قبل أن ينتَقل يسوعُ من هذا العالَم إلى أبيه، قالَ لتلاميذِه: “السَّلامَ أَستَودِعُكُم، وسَلامي أُعْطيكم”. ولكنَّ سلامه ليس مجرد هدوء وسكينة، بل هو سلام يدخل إلى العمق، سلام يمنح القوة، سلام يعزز إيماننا ورجاءنا. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: إنها كلمات ثلاث: اضطهادات، الاتكال على الرب وسلام. في الحياة ينبغي علينا أن نسير في دروب المضايق والصعوبات، هذه هي سُنّة الحياة، ولكن ينبغي علينا في تلك الأوقات أن نتّكل على الرب وهو سيجيبنا بمنحنا السلام. هذا الرب الذي هو أب يحب كثيرًا ولا يخيّب أبدًا. لنتابع الآن احتفالنا بالذبيحة الإلهية ولنطلب من الرب أن يعزز إيماننا ورجاءنا ويمنحنا الثقة بأننا سننتصر على الضيقات لأن الرب قد غلب العالم ويمنحنا سلامه جميعًا.
كثيرون منّا يبحثون عن السعادة في المال، في الشهرة، في الادمان على الممنوعات، في الملذات، في السفر، في عبادات خاطئة، ويبقى الكتاب المقدس محور حياتكم وإلّا لا تتعبوا أنفسكم وستبقى الضيقات تلاحقكم.
اليكم بعض آيات الكتاب المقدس التي ستساعدكم حتماً في التخلص من الضيق والاتكال على رب المجد:
“أذن الرب أن تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره، كأيوب الصديق” (سفر طوبيا 2: 12)
“اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ” (إنجيل متى 26: 41؛ إنجيل مرقس 14: 38)
“اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ!” (إنجيل متى 7: 13)
“اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ” (رسالة يعقوب 1: 2)
“رَضِيتَ يَا رَبُّ عَلَى أَرْضِكَ. أَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ” (سفر المزامير 85: 1)
“طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ” (رسالة يعقوب 1: 12)
“كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ” (سفر المزامير 34: 19)
“مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ” (إنجيل متى 7: 14)
“يَا رَبُّ، مَا أَكْثَرَ مُضَايِقِيَّ! كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ” (سفر المزامير 3: 1)
أليتيا