يوم توقفت و عائلتيً لمساعدة راهبتان في حادث سيرٍ قبل حوالي السنتين، لم أكن أعلم أنهنّ متكلات على العناية الإلهية في حياتهّن و أنهنّ إعتبروا وجودي جنبهنّ في ذاك الوقت من ضمن العناية الإلهية التي ترافقهنَّ. في الحقيقة أن الله وضعهنّ أولاً في حياتي قبل أن يضعني في حياتهنّ. منذ ذلك الحين كسبت أغلى هديّة وهي صلاتهنّ و أربع ذخائر للقديسة ڤيرونيكا و كتاب حياتها. إختبرت معهنّ أن الله يدبّر حياة مُحبّيه و أنّ ليس إنسانٍ بأكرمِ منه.
أعلمتني الراهبات حينها أنهنّ بصدد إنشاء ديرٍ في منطقة القصيبة – المتن، و قد إتكلن على العناية الإلهية في تنفيذ هذا المشروع الذي هو أصلاً بدأ بتدبيرٍ من العناية الإلهية التي أرادته، و ما كانت الراهبات و كل من ساهم في إنجاز هذا العمل الذي أُنجز بسرعة قياسية تُظهِرُ و بدون شكّ عمل و إرادة الله فيه، سوى أبناءً و بنات سمحوا للربّ أن يعمل من خلالهم، فقط لأنها قالوا “لتكن مشيئتك يا ربّ – نحن نثق بك”.
هو مكان صلاةٍ و كُرسي إعترافٍ و فُسحةٌ من السماء عَلى هذه الأرض، ديرٌ يستقبلك فيه راهبات “خادمات قلب مريم الطاهر”، يستقبلنك باسماتٌ متواضعاتٌ. رؤيتهنّ يدفعنك للتساؤل عن سرّ الفرح و السلام المُشّع من وجوههنّ، يدفعنك للصلاة و الإعتراف و المشاركة بالذبيحة الإلهيّة، و تسمع صوت الرَّب لموسى يهتف في وجدانك: إخلع نعليك لأنّ المكان الذي تقف فيه مُقٓدّس.
نَدُرتْ الأمكنة و الأشخاص الذين يدفعونك للصلاة و ينيرون لك درب مشيئة الله في حياتك. أرادت القديسة ڤيرونيكا أن تأتي إلينا لتجعل الناس تُحّب من أحبّه قلبها فحَرقت قلبها مع قلبه ذبيحة تكفير عن من مات لأجلهم يسوع. أحبّته فقدّسها و أتت لنحبّه فيقدّسنا و نتغير و يتغيرُ وجه لبنان و الشرق و الأرض.
لماذا دير القدّيسة ڤيرونيكا في لبنان؟ لقد كتبت ڤيرونيكا أوَّل سطور حبّها في حياتي، كتبت أوّل فصلٍ من تدخّلها في حياتي … و ستكتب سطورٍ و سطور في حياة كثيرين و قد بدأت النِعَم تتدفق على طالبيها.
للعناية الإلهيّة تدبيرٌ في حياتِك و حياتكَ ،فاسمحوا للقديسة الوافدة أن تساعدكم في كَتْبِ سطورها.
أليتيا