إن سألنا من حولنا، نرى أنّ المعتقد الشائع يفيد بأنّ الله لا يتسبّب بأمور سلبية أو أنه لا يسمح بحصول أمور سيّئة. لعلّ هذا يساعد الكثيرين على الشعور بالتحسّن، إلّا أنّه ببساطة ليس الحقيقة. وفي الواقع، فهم هذا الأمر بغاية البساطة ويتطلّب التقبّل أكثر من أيّ شيء آخر، خاصّة إن تأمّلنا بالمثل الذي يُطرح علينا ضمن مقال نشره موقع eatingmanna.com الإلكتروني.
تخيّلوا أنكم على متن سفينة فضائية وهناك بالتأكيد باب يُفتح نحو الفضاء الخارجي. وعلى الرغم من تحذيرات الربّان لعدم فتح الباب بما أنّه صانع السفينة ومُسنّ القوانين، تقرّرون أنّكم لا تودّون الامتثال بما قاله وتُقنعون أنفسكم بأنّه لم يقل ذلك قطّ، لا بل تخدعون أنفسكم أيضاً قائلين إنّكم على علاقة جيّدة بالربّان؛ فتفتحون الباب وتُسحَبون إلى الفضاء وتموتون في اللحظة نفسها. ماذا نتعلّم من هذا المثل؟ الربّان هو الربّان، سواء أردنا الاعتراف بهذا أم أبينا، وقوانينه موجودة لحمايتنا!
الله ليس مختلفاً عن الربّان، والأمور التي نعتبرها سيّئة هي سيّئة في الواقع، إلّا أنّ الكتاب المقدّس يقول لنا بوضوح إنّ الله يستخدم كلّ الأمور لخير من يحبّونه، حتّى إنه يستخدم كلّ الأمور السيّئة. المبدأ بسيط: نحن لا نفهم لما يفعل الله ما يفعله وكيف، لكن يمكننا لا بل علينا أن نثق به، لأنه كامل وجدير بالثقة، وعدم فهمنا للأمور لا يغيّر شيئاً.
وللتأكيد على ذلك، نقرأ في نبوءة إشعيا 55:9 “كما علت السماوات عن الأرض، علت عن طرقكم طرقي، وأفكاري علت عن أفكاركم”. كما ويقول لنا الرب أيضاً: “أنا مُبدع النور وخالق الظلمة، وصانع الهناء وخالق الشقاء. أنا الرب صانع هذا كلّه” (إش 45:7).
في النهاية، سيتّضح كلّ شيء، لكن علينا أن نتذكّر أنّ تقبّل إرادة الله يمنحنا السلام كما لم نتصوّره يوماً، بما أننا نكون نعرف أنّ هناك إله يسيطر على كلّ شيء قائلاً لنا إنّ الأمور ستكون على ما يُرام. لمَ يسمح الله بأن أتألّم؟ لأنّه يعلّمني في معاناتي، ولأنّ هناك خطّة لهذا وهدفاً منه. نحن بين أيد أمينة ويمكننا أن نرتاح، فالرب لا يفقد السيطرة على الأمور مطلقاً!
Zenit