إستقى برنارد من أمه التقوى و من أبيه الفروسية. و كبر بالفضيلة التي أثمرت في عيشه دعوته، بأمانة، في الحياة الديرية التي إختارها تتبع نظاماً من التقشف الصارم. فكان يتقلص هامش الراحة في يومياته و تزيد أوقات العبادة و التأمل. ولم تقف تأثير فضلية القديس هذه، عند حدود دير كليرفو، الذي أسسه شرقي فرنسا، بل تجاوزت أسوار الدير حتى بلغت كل أوروبا. كان مستشار لعديد من الملوك. حضر مجمع لاتران الثاني. بشر في فرنسا وإيطاليا وألمانيا. وساعد في إنهاء إنشقاق ضد البابا. و كان مرشد روحياً لبابا أوجين الثالث، الذي كان في الأصل واحد من رهبانه. أعلنه البابا بيوس الثامن معلّماً في الكنيسة .
و الجدير بالذكر أن سجلات دير كليرفو للبندكتيين تخبر أن القديس برنارد سأل الرب يسوع يوماً عن الجرح الذي آلمه أكثر من غيره، ولم يُذكر عنه شيئاً؟
فأجابه الرب بهذه الكلمات:” أنه جرح كتفي ..إذ لما حملت الصليب و أنا في طريق الآلام سبب الصليب جرحاً عميقاً أوجعني أكثر من باقي جروحاتي ، وهذا ما لم يتم ذكره ….” و طلب يسوع من القديس تكريم هذا الجرح ووعد المتعبدين له بنيل النعم بإستحقاقاته.
هذه الرؤية و الوعد إعتبرهما برنارد برهان آخر عن رحمة يسوع اللا متناهية ، وهو غارقاً بتأمله فاضت الصلاة:
“يا يسوع المحبوب، يا حمل الله…إني أنا الخاطئ البائس ..أحيي و أعبد جرح كتفك المقدس. هذا الكتف الذي حمل الصليب الثقيل، الذي مزق لحمك و عرّى عظمك فسبب لك آلاماً أشد من جميع جروح جسدك الأخرى. يا يسوع المتألم كثيراً : إنني أمجدك و أسبحك و أشكرك على هذا الجرح المقدس الموجع، متوسلاً إليك بشفاعة تلك الآلآم الشديدة للغاية و بشفاعة صليبك الثقيل جداً …أن ترحمني أنا الخاطئ ، وتغفر خطاياي المميتة والعرضية ، وبأن تقودني في طريق صليبك الى السماء.”
بقلم أنطوانيت نمو / زينيت